تقاطر عدد من التلاميذ والآباء والأمهات على مجموعة من المدارس والثانويات بمدينة مراكش، صباح اليوم الإثنين، لكنهم فوجئوا بإغلاقها، ما شكل صدمة كبيرة لدى عدد منهم حسب تعبيرهم. ويتعلق الأمر بالمؤسسات التعليمية سواء تلك التي أعلن فيها أمس اعتماد "التعليم عن بعد" مثل المقاطعة الحضرية المنارة والمحاميد، أو أخرى اختير لها "التعليم بالتناوب" مثل مدارس حي الداوديات. "عبد الصمد.ر" أحد الآباء، قال لجريدة "العمق"، إنه لم يعرف بقرار الوزير وولاية مراكشآسفي الذي صدر في ساعة متأخرة من أمس الأحد إلا صباح اليوم، مشيرا إلى أنه اختار لابنه التعليم الحضوري في الاستمارة التي سلمت له من قبل الإدارة. [caption id="attachment_578835" align="alignnone" width="570"] مدرسة المورد مراكش[/caption] وحسب المعطيات التي حصلت عليها "العمق" من مصدر نقابي، فإن أكثر من 90 في المائة من الآباء بالمديرية الإقليمية بمراكش عبروا عن نفس الرغبة (التعليم الحضوري). وأوضح عبد الصمد أن اختياره هذا النمط التعليمي، تم بعدما اعتبر "فشل" التعليم عن بعد طيلة نصف الموسم الماضي، مع قلة الإمكانيات المادة والتربوية، والاقتصار على طرق التواصل عبر تطبيق واتساب. وأشار إلى أن التعليم عن بعد أرهق الآباء في شرح الدروس بطرقهم الخاصة التي تفتقد في الغالب الأعم للمنهجية والطرق البيداغوجية، مع المساعدة في القيام بالتمارين. [caption id="attachment_578833" align="alignnone" width="570"] تلميذة بثانوية مقتوحة بمراكش[/caption] من جهته تساءلت عائشة، وهي أستاذة، عن جدوى التعليم عن بعد، مبرزة أن صحة الجميع فوق كل اعتبار، لكن التواصل المباشر بين التلاميذ وأستاذه مهم أيضا في تكوينهم العقلي والنفسي والعلمي. وذكرت بما حذرت به جمعيات صحة الطفل من مخاطر الحجر المنزلي على الأطفال والمراهقين، وإصابتهم بأمراض عصبية ونفسية جراء ذلك. وقال أحد مدراء المدارس الابتدائية، إنه اجتمع يوم السبت بالأطر التربوية، واختار مجلس تدبير المؤسسة النمط التعليمي بالتناوب حسب ما تسمح به المذكرة الوزارية المكونة من 60 صفحة، وبرمج اللقاءات التواصلية مع التلاميذ وآبائهم مع الاحترام لشروط التباعد الاجتماعي والنظافة، بشراكة مع المحيط المدرسي وجمعيات الآباء لكن الجميع فوجئ بالقرار الأخير بعد تضارب الأنباء طيلة اليوم. [caption id="attachment_578838" align="alignnone" width="570"] الثانوية التأهيلية المغرب العربي مراكش[/caption] وعلمت "العمق" أن قرار الوزارة استنفر مختلف الهيئات النقابية بالمدينة وجمعيات الآباء، والتي ينتظر أن تخرج ببيانات حول الموضوع. واستغرب المصدر النقابي ذاته، كيف سُمح لمدارس بفتح أبوابها وأخرى بالإغلاق، علما أن حركية التلاميذ كبيرة جدا بين الأحياء، إذ يمكن أن يقطن تلميذ بمنطقة اعتبرت موبوءة ويدرس بمنطقة اعتبرت "آمنة" لوجود مقر سكناه في الحدود الفاصلة بينهما، كما أن الثانويات التقنية توجد فقط في مناطق بعينها. من جهته، أبرز عبد الرحيم الشمد رئيس المكتب الاقليمي لرابطة جمعيات أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مراكش، لجريدة "العمق"، أن التأجيل هو الحل، مشيرا إلى أنه زار عددا من المؤسسات التعليمية المفتوحة ووجدها تفتقد للشروط الضرورية للحفاظ على صحة التلاميذ والأطر التربوية. [caption id="attachment_578837" align="alignnone" width="570"] تجمهر الآباء والتلاميذ أمام مدرسة المورد مراكش[/caption] واعتبر أن الوزارة رمت بثقل المسؤولية على مدراء المؤسسات التعليمية وعلى جمعيات الآباء، لكن تفاوت الإمكانيات وضعفها أرهق الجميع. واختارت وزارة التربية الوطنية التعليم عن بعد مع إتاحة الفرصة للأباء للتعبير عن رغبتهم في التعليم الجضوري، لكنها راجعت الأمر وأعلنت أن وجود بؤر وبائية بالأحياء والمناطق حاسم في اختيار نمط التعليم. وفي مراكش اختارت الأكاديمية الجهوية التعليم بالتناوب في مناطق اعتبرت آمنة، والتعليم عن بعد في مناطق اعتبرت "موبوءة". [caption id="attachment_578834" align="alignnone" width="570"] تجمهر الآباء والتلاميذ أمام ثانوية عبد الله ابراهيم مراكش[/caption] وتسجل مدينة مراكش كل يوم إصابات جديدة بالفيروس، كما ارتفع عدد الوفيات المعلنة جراء الوباء في الأيام الأخيرة. ويطالب تربويون بإيجاد صيغة مناسبة تجمع بين الحفاظ على صحة التلاميذ البدنية والنفسية، وبين توفير الأجواء الملائمة للتعليم ذي جودة وفعالية. [caption id="attachment_578836" align="alignnone" width="570"] مدرسة مغلقة بمراكش[/caption] [caption id="attachment_578832" align="alignnone" width="570"] تلاميذ أمام مدرسة الإمام مسلم مراكش (العمق)[/caption]