اتهم الزعيم السابق لحزب الاستقلال حميد شباط، دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها تقود “محور شر” ضد المغرب والعرب والإسلام عموما نيابة عن النظام العالمي، مبرزا أن الإمارة الخليجية خلقت مشاكل كبيرة للمغرب، وأن المشاكل التي تعيشها جامعة الدول العربية آتية من المحور الإماراتي، والمشاكل التي تعيشها منظمة التعاون الإسلامي آتية أيضا من هذا المحور. واعتبر شباط في حوار مع موقع “عربي21″، أن كلا من مصر والسعودية والإمارات هي الدول العربية الثلاث التي تقود محور الشر مع بعض الدول الأخرى التي يضغط عليها النظام العالمي، مؤكدا أن المغرب محصن من مؤامرات تلك الدول وله فضل كبير على دولة الإمارات في مختلف المجالات الأمنية والقضائية والدبلوماسية وغيرها، مستدركا بقوله: “لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وكما يقول المثل: اتق شر من أحسنت إليه”. وعن سبب الهجوم المتكرر للإمارات على المغرب، أوضح شباط أن الدولة الخليجية الغنية بالنفط “تقوم بهذا الدور (خدمة) لأجندات دولية، وتأتي على رأس هذه الأجندات “صفقة القرن”، التي تدخل في إطار بروتوكولات حكماء صهيون منذ العام 1948، والدليل على ذلك حضورهم لإعلان صفقة القرن. والذي يبيع القدس يمكنه أن يفعل أي شيء، وكل دولة رفعت شعار القدس ليست للبيع، مصيرها الاستهداف من محور الشر هذا، وخصوصا المغرب، لأن ملكه هو رئيس لجنة القدس”. واعتبر أن “الإمارات لا تطعن المغرب فقط، بل تطعن العالم العربي والإسلامي”، مضيفا أن “الشيخ زايد رحمه الله كان حكيما، كان رجلا يؤمن بالعروبة وبالإسلام. الآن في عهد الشباب هناك توجه آخر نظرا لامتلاك الإمارات العربية لأموال كثيرة رغم صغر حجمها، الذي أشعرها بالنقص فعمدت إلى الطغيان للأسف الشديد، لكن هذا الطغيان مبالغ فيه، ولكن الإنسان يمكنه أن يطغى كما قال تعالى: “إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى”، لكن هذا الطغيان مبالغ فيه”. وفي الشأن الداخلي للمغرب، شدد شباط على أنه “لابد من انفراج سياسي شامل، لا تفرضه الظروف الاستثنائية الحالية، وإنما تفرضه النتائج المترتبة عن هذه الجائحة”، معتقدا أن “ملك المغرب سيقود انفراجا سياسيا حقيقيا، خصوصا في ملف معتقلي الرأي، بما يقوي من اللحمة الوطنية ويساعد في لملمة جراح هذا الوضع الإنساني غير المسبوق”. مضيفا: “أعتقد أنه يمكن أن تكون هناك مبادرة في إطار الدستور، يقودها الملك، ليدخل المغرب مرحلة جديدة مبنية على فصل سلطات حقيقية والتوزيع العادل للثروات في إطار ملكية ترسخ السيادة للشعب، وتبني مغربا قويا جهويا وإقليميا ودوليا”. وبخصوص المغاربة العالقين بالخارج بسبب جائحة كورونا، فقد دعا شباط الدولة المغربية إلى “أن تؤمن عودتهم إلى ديارهم بأسرع وقت ممكن؛ فقد طال بهم الانتظار، وبعضهم يعيش ظروفا مأساوية بعد أن انقطعت بهم السبل. الدولة مسؤولة عن هؤلاء، ويجب أن تتدبر أمرهم بما يحفظ كرامتهم، ويؤمن عودتهم إلى بلادهم، لا سيما في ظل أجواء شهر الصيام”، مبرزا أن ملف هؤلاء العالقين “لا يمكن تركه أو التهاون فيه، بل يجب التعجيل بحله وإعادة العالقين إلى بلادهم”. وعن سبب مغادرته المغرب، فقد أوضح شباط: “أنا خارج المغرب لظروف خاصة، الإنسان يمكنه أن يغادر بلاده لعدة أهداف، إما بسبب مرض أو لأسباب أخرى مختلفة، وقد كنت أستعد للعودة إلى المغرب الشهر الماضي، لكن جاءت هذه الجائحة فأجلت عودتي”، مؤكدا أنه مازال يعتبر نفسه عضوا بحزب الاستقلال وأن علاقاته بالأمين العام الحالي للحزب نزار بركة، بالإضافة إلى العلاقات الحزبية هي علاقات صداقة وأخوة. وفي جوابه عن سؤال بشأن وضعه كنائب برلماني فقد أكد شباط لازال عضوا بمجلس النواب “ولا يوجد سبب يفقدني المنصب. هناك قوانين في البلاد. بعض الأحيان هناك إعلاميون لا يجدون ما يكتبون، فيبحثون عن شخصية يتابعها الناس فيكتبون عنها. هذا طبيعي، وهو بالمناسبة جزء من حرية التعبير التي اخترناها كأحزاب ودافعنا عنها وقدمنا التضحيات من أجلها؛ ولذلك لا يمكننا أن نكون سببا في منع الصحافة من التعبير عن آرائهم. والبلاد لها قوانينها، وأدلي بشهادة طبية بانتظام بعد إصابتي بوعكة صحية وأنا خارج البلاد”، وفق تعبيره.