مشاكل الأطفال دائماً تربك الوالدين في التعامل معها، خاصة إذا خرجت عن نطاق المألوف، ليجدا طفلاً يحتاج إلى تعامل خاص وفقاً لما يعانيه من اضطرابات، ومن أهمها تشتت الانتباه والتركيز، والذي قد يصاحبه فرط حركة بصورة كبيرة، مما يؤثر على الطفل في بيئته الاجتماعية والتعليمية، كما يعاني الآباء من عدم معرفتهم بالطريقة المثالية للتصرف في تلك الحالة مع الطفل وكيفية التعامل الصحيح معه. ترى المرشدة النفسية والسلوكية إيمان الجعفري أن الطفل الذي يعاني من اضطرابات تشتت الانتباه يحتاج إلى معاملة خاصة كونه يؤثر بسلوكه على علاقته مع جميع من حوله بصورة عكسية، غالباً يميل الطفل إلى الابتعاد عن الأصدقاء؛ لأنه لا يتمكن من التعامل معهم وتكوين علاقات صداقة مع الاضطرابات التي قد تصاحبه بسبب تشتت الانتباه. أعراض تشتت الانتباه تظهر على الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه علامات فرط الحركة بشكل مبالغ به، كما يصاب الطفل بأعراض مختلفة، منها: • الاندفاع وسرعة الغضب. • قلة الانتباه والتشتت الواضح وعدم التركيز. • الميل للتخريب والتدمير. • صعوبة القيام بمهامه الدراسية والتركيز بها. • التحرك الدائم والسريع والقيام بأكثر من عمل في وقت واحد. • الفشل الدراسي. التعامل مع تشتت التركيز لدى الأطفال تتمثل الطريقة المثلى للتعامل مع الأطفال المصابين بهذا النوع من الاضطرابات في ما يلي: • خلق البيئة: يجب على الوالدين مراعاة ما يعانيه الطفل، وأن يعملا على أن يكون الطفل داخل بيئة أسرية خالية من المشاكل والضغوطات والانفعالات الزائدة. • الأمان: البعد كل البعد عن تخويف الطفل وإرهابه كأن يقوم أحد الوالدين بتهديده وتخويفه بالعقاب إذا لم ينفذ أحد الأوامر، مما يزيد من الاضطراب النفسي لدى الطفل. • المساعدة: الطفل هنا يحتاج إلى مساعدة واهتمام خاص من الوالدين، خاصة عند قيامه بالفروض المدرسية، فمن الرائع أن ينظم الوالدان له جدولاً تعليمياً يسير عليه ويمكنه من إنجاز فروضه سريعاً والالتزام بأوقات محددة. • التدريب: يجب أن يركز الوالدان على إيصال معنى الاهتمام بالوقت والقوانين للطفل من خلال تدريبه عليه خطوة بخطوة، لكي يستشعر الطفل أن الوقت الذي يهدره يعود عليه بالأضرار. • التواصل البصري: عند التحدث مع الطفل من المهم أن يتم الاتصال البصري بينه وبين الوالدين بالنظر مباشرة إلى عين الطفل ليركز فيمن يخاطبه ويتلقى المعلومة بالصورة الصحيحة. • أسلوب التحدث: عند التحدث مع الطفل يجب أن يكون الكلام واضحاً لكي تصل المعلومة بشكل سريع للطفل. • المساندة: مع زيادة الاضطراب والتشتت يحتاج الأطفال دائماً لمن يساندهم بصورة إيجابية ليتمكنوا من إكمال حياتهم بصورة صحيحة وسليمة. • اختيار المكان: كون الطفل يميل إلى تشتت الانتباه بصورة سريعة لأبسط الأمور، من المهم جداً أن تعتمد الأم عند لعب الطفل أو تناول وجباته بجعل مكانهما يواجه حائطاً بدلاً من مواجهة باب الحجرة أو الشباك كي لا يجد الطفل أمامه ما قد يشتته. • الحوافز: يجب على الوالدين تجنب التخويف والعقاب والميل إلى زيادة الحوافز والترغيب وتفهم حاجاتهم وسلوكياتهم العفوية التي تساعدهم على الانضباط والهدوء. • الطاقة السلبية: من المهم إخراج طاقات الطفل السلبية والتنفيس عنها من خلال إعطائه المساحة للعب والترفيه ليخرج الطاقة الكامنة لديه بصورة صحيحة وإيجابية. • الدمج: من المهم جداً دمج الطفل مع أصدقاء له في نفس عمره ليتمكن من التواصل معهم وتكوين صداقات في مجتمعه. • العلاج والفحص: إذا زادت حالة الطفل في الاضطراب الانفعالي مع زيادة التشتت في الانتباه ولم يفلح التعامل معه وجب أن يتوجه الوالدان إلى أحد المختصين لمعرفة وضع العلاج والضوابط التي تناسب حالة الطفل. عن موقع سيدتي