إدريس جطو وحفيظ العلمي.. اسمين تجمعهما أكثر من زمالة (كمسؤولين) و شراكة في مجال العقار الفاخر. الأول بشر المغرب و ادخلهم قبل 16 سنة في اتفاقات التبادل الحر، و الثاني حذرهم منها و ادعى الوطنية مهاجما إياها. البداية كانت في 28 دجنبر 1995 بتقرير للمركز الجيوستراتيجي الأوروبي نشرته صحيفة لوموند، أورد ما قال إنها أسماء شخصيات كبيرة و (سامية) مغربية متورطة في تجارة المخدرات على مساحة تزيد عن 70 ألف هكتار. بضغط من الولاياتالمتحدة أطلق الراحل الحسن الثاني حملة تطهير “شهيرة” سنة 1996، يقال أن الوزير إدريس البصري استغلها للتخلص من معارضيه. المؤكد أن آلاف رجال الأعمام و التجار و الحرفيين وجدوا أنفسهم في السجن، و وجد المغرب نفسه مفاقما لأزماته المالية و الاقتصادية بدل جني 80 مليار درهم متوقعة من حملة التطهير. تراجع الحسن الثاني عقب فشل الخطة و أصدر عفوا عن أزيد من 1200 رجل أعمال في 16 أكتوبر 1997، بعد اهتزاز الثقة في الاقتصاد المغربي، و انهيار ما تبقى من حرف و صناعة نحت من مجزرة التقويم الهيكلي، التي أشرف عليها ثمانينيات القرن 20 وزير المالية انذاك، والي بنك المغرب الحالي و المتشوق لبد الجزء 2 من عملية إغراق الدرهم: عبد اللطيف الجواهري. و بدل انكباب الجهود لإعادة بناء أعمدة صناعية قوية كصناعة النسيج مثلا، و تنظيم اقتصاد نصفه غير مهيكل، شرع المغرب تحت رئاسة رجل الأعمال إدريس جطو بتوقيع اتفاقيات تجارة حرة مع كبار اقتصادات العالم و أكثرها نموا : الولاياتالمتحدة، و تركيا ابتداء من 2004؛ مثلا لا حصرا. اتفاقية التبادل الحر دخلت حيز التنفيذ مع تركيا سنة 2006، في عز حكم السيد جطو، حين كان إسلاميو العدالة مختبئين مقصرين من لحاهم خشية تهمة الإرهاب. السيد إدريس جطو إذن، رجل الأعمال الناجح في صناعة الأحذية و الجلد و العقار و البناء و الخدمات و النسبج، هو من وقع اتفاقات تبادل حر أغرقت المغرب في عجز سيؤثر فيما بعد على مخصصات الصحة و التعليم و الشغل.يلزمنو جطو كي يحاسب جطو!! حكومة السيد إدريس ادعت بعدها عن السياسة هدفها تحفيز الاقتصاد، لكن حقيقة الأمر أن ماتم تحفيزه هو حسابات رجال أعمال اغتنوا بسرعة بسبب اختيار الاستيراد (الساخن) بدل الاستثمار (البطيء) في قطاعات صناعة وطنية صلبة و بعيدة المدى. رجل الأعمال الناجح كان تلميذا نجيبا لمؤسسات دولية أقنعته أن الانفتاح على دولة كالولاياتالمتحدة ناتجها يساوي ناتج المغرب 200 مرة، سيمكن البلاد من رفع صادراته، و الأهم معالجة عجز ميزاته التجاري؟ توقيع اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي و كندا استغرق سبع سنوات من التفاوض و 20 سنة من الصياغة. أما المغرب (و كعادته) فكان مبتسما في اللقاء سريعا في الآداء، فأنهى سنة يتيمة من التفاوض مع الفيل الأمريكي ليفتح ذراعيه له (و ل53 دولة اخرى)، و ينال لقب أول دول إفريقية توقع اتفاقا مع حكومة جورج بوش الابن، الذي كافأنا بشرف أول شريك استرايجي خارج حلف النيتو…و قولوا العام زين أ لولاد جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة