يبدي عبد اللطيف الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، المنتخب يوم الأحد الماضي بترشيح أحادي دون منافس، الكثير من الحيطة خلال الأيام الأولى على رأس كرسي الأمانة العامة للتراكتور، حتى أنه تصدى لمقال صحافي أكد أن التهئنة الملكية لم تشمل سلفه حكيم بنشماش على مجهوداته على رأس الحزب، ورغم أن خلافات الرجلين دامت سنة كاملة ووصلت خلاتهما للقضاء، إلا أن وهبي لم يجد من بد للدفاع عن ابن عمه في مواجهة « الغريب ». ينتظر الكل من عبد اللطيف وهبي المحامي والبرلماني ورجل الصدامات أن يجمع الباميين حول كلمة واحدة، لكن الأهم أن يجد وهبي الوصفة لتغيير صورة البام جذريا وتحويله نحو مقروئية واضحة. لقد شرع وهبي بالفعل في هذا في حملته الانتخابية لتولي الأمانة العامة، عندما اعتبر أن لا معنى للحديث عن إسلام سياسي، وإلا ما الذي يمكن تصينف إمارة المؤمين فيه. نهاية الخط الأحمر الذي سطره بشدة الأمين العام الأسبق، إلياس العماري، الذي بنى مشروعه السياسي على القطيعة مع العدالة والتنمية، جعل منه وهبي خطا يميل للون آخر ، معتبرا أن لا خلاف مع العدالة والتنمية، بل إن الخلاف كان بين شخصي إلياس العماري وعبد الإله ابن كيران وهو ما رهن مقروئية البام لدى المواطن بكونه الحزب الذي اختصرت مهامه في محاربة المد الإسلامي في المشهد السياسي والحزبي المغربي، وأساسا حزب العدالة والتنمية، فحتى مع أن الأصالة والمعاصرة حازت على الرتبة الثانية في تشريعيات السابع من أكتوبر 2016 لكن البام وبتصريح مقضيت لإلياس العماري اعتبر أن التحالف مع البيجدي، الذي احتل صدارة الانتخابات، غير وارد بثاثا، حتى قبل أن يفتح باب المشاورات السياسية. يرى المتتبعون أن الأمين العام الجديد عبد اللطيف وهبي يملك طموحا مشروعا، نحو تدبير الشأن العام، ويعتبر عن قناعة حارب من أجلها أن لا طائل من اختصار تواجد البام في محاربة البيجيدي، وعلى وهبي، حتى مع التخوف الكبير من سلخ جلد البام لصنع كساء للبيجدي، أن يقود الجرار نحو تموقع آخر، خاصة وأن التراكتور وصل لمحطة الانتخابات منهكا مقسما وفاقدا لكل بوصلة. ولا ينكر المتتبعون للشأن السياسي اليوم، أن وهبي لا يقود معركة محو الخط الأحمر مع البيجدي لوحده، فقد اتفق ثلاثة مرشحين للأمانة العامة بما فيهم عبد اللطيف وهبي على أن ما جدوى لاستمرار حرب استنزفت فيها قوى البام دون جدوى. ويعتبر كثير من قياديي الحزب أن إصرار البعض خلال العشرية الأولى للحزب، على توجيه دينامية المشروع السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة فقط نحو وقف زحف استغلال الدين في العمل السياسي، متجاهلين بلورة تصور شامل وواضح حول السياسات العمومية والقضايا المجتمعية الكبرى و التي تهم المواطن بالأساس , كان من الإخفاقات التي زادت من ضبابية مشروع الأصالة والمعاصرة، وعقدت مقروئيته لدى المواطن المغربي، بعدما تم اختزال مهامه في حروب انتخابوية متتالية ، وهو ما يتوجب معه تصحيح المسار عبر فهم الدور الحقيقي المطلوب من البام ممارسته أصبح ذو راهنية كبرى . يحمل وهبي الأمين العام الجديد على عاتقه هذه المهمة، ومنذ سنوات، حتى أن كلفة قربه من ابن كيران الأمين العام السابق للبيجدي ورئيس الحكومة السابق كان مرهقة له داخل التنظيم. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة