تتبعنا جميعا السجال الذي أثارته مباراة الدفاع الحسني الجديدي والرجاء البيضاوي، المؤجلة برسم الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية، التي برمجتها العصبة بتاريخ 07-01-2020 بملعب العبدي بالجديدة على الساعة السابعة مساء. يكشف هذا السجال عن أمور أسرد منها: أولا: إن تتبع المواقف المتضاربة بين المساندين لقرار فريق الرجاء، الذي طالب بالتأجيل وفق ما تنص عليه قوانين الجامعة، والمؤيدين لقرار العصبة بإجراء اللقاء، وهؤلاء أغلبهم ينتمي لمناصري الغريم التقليدي للرجاء، الذين بذلوا قصارى الجهد لتوضيح أن فريقهم أجرى لقاءات متتالية من غير أن يطالب بالتأجيل، لن أناقش دعاويهم، لأنه يصرف الأذهان عن نقطة الخلاف الحقيقي، الجدل ليس جدل هل لعب أحد من ذي قبل مباريات ممتالية، حالة الرجاء اليوم، حسب الصحافيين الرياضيين، أول مرة تطرح، وهو أمر غير ذي أهمية هو الآخر، الذي ينبغي أن يناقش، ما وجاهة المادة التي استند إليها الرجاء في دفوعاته؟ أأتفق معها أم لا؟ لماذا؟ رد العصبة، الذي لن أناقش الوقت الذي أخذه، هل ناقش النقطة التي بنى عليها الرجاء دفوعاته؟ لماذا؟ إن إطلالة بسيطة على السجال تكشف أننا شعب عاطفي، ولاؤه للحزب والفريق والقبيلة، ولا ننتصر للقانون إلا حين يكون في صفنا، أما حين يكون في صف خصمنا، فنفضفض النقاش ونتهرب من الجوهر، وما الحالة التي أمامنا إلا شاهد على ما نقول، فتشجيعنا لأي فريق لا ينبغي أن يعمينا عن الانتصار للقانون، فهذا القانون الذي يطالب غيري بتطبيقه قد أستفيد منه غدا. ثانيا: بادرت صحف “البوز” وصحف “البارطاج” إلى تداول مصطلح انسحاب، وهو مصطلح استلذه الكثيرون، نكاية في الغريم، وهذا من الأمور التي تكشف فساد منطقنا؛ فالعودة لقاموس المعاني على الشابكة أو لسان العرب، تغنينا عن التفصيل في معنى الانسحاب، كيف لفريق لم يحضر أن ينسحب؟ بل راسل الجهات المعنية، وأشهر رأيه الذي طالب فيه العصبة بتطبيق قانون الجامعة، والكلمة الفيصل الآن بعد المباراة للجنة الاستئناف بالجامعة، وبعدها المحكمة الرياضية. ثالثا: ثقافة عزة النفس تنخرنا ونوظفها في غير موضعها، ليبلغ اختلافنا أقصى مدى ممكن، ولكن ينبغي الفصل بينه وبين ما هو عملي، بل ينبغي أن نختلف أيضا بالقانون، ولكن لا ينبغي استغلاله ضدي، لتعطل مصلحتي وتأخذ من وقتي وراحتي النفسية، وهذا دليله القضايا التي يربحها الأفراد أمام المحاكم، على اختلاف تخصصاتها، لتتحمل إدارة الدولة أخطاء عزة نفس أفراد لم تسمح لهم عزة نفسهم بتطبيق القانون، من وجهة نظري لولا عزة النفس لما تفاقم مشكل هاته المباراة، كان سيحل بمرونة بالغة، وهذا يحتاج لعقول تنتصر للقانون أولا، ولروح القانون ثانيا. رابعا: تصريح أحد ممثلي العصبة لإذاعة يكشف حاجة مسؤولينا لتكوين في أبجديات التواصل، هذا المسؤول من وجهة نظره، الذي هو نظر العصبة التي تحدث بصفته فيها، كأس محمد السادس للأندية العربية غير معترف بها من قبل الفيفا، وهو ما يسلتزم عدم اعتراف الجامعة/ العصبة به (استنتاج شخصي) هذه العصبة أجلت لقاءات سابقة بسبب ذات المنافسة، وفي مشهد أتخيله منذ اللحظة، وهو مشهد تجريدي تكعيبي عبثي… مغربي، هؤلاء الذي يدعون أن هذه البطولة غير معترف بها، ستراهم في لقاء النهائي المبرمج بالرباط في المنصات الشرفية، وسيتسابقون للتنويه بالبطولة غير المعترف بها، وسيهللون بهذا الحدث التاريخي، وإن حضره عاهل البلاد، فإنهم سيتجاوزون التهليل إلى التكبير… ماذا يعني غير معترف بها؟ ولم حرمتم الرجاء من لاعبيه للاستعداد لبطولة غير معترف بها؟ ما حصل، مع فريق من حجم الرجاء، لا يمكنه إلا أن يشوه بطولة قيل عنها إنها احترافية، وأين الاحترافية؟ البرمجة مندورة للصدف وأهواء العصبة التي لم تحترف بعد، وكيف لمحترف أن يرسل في اليوم نفسه مراسلتين متضاربتين والخطأ وقع حيث لا ينبغي أن يقع؟ جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة