يعيش محمد مصدق بنخضراء، مغربي مقيم بقطاع غزة المحاصر، وهو من عائلة الوزيرة المغربية السابقة أمينة بنخضراء، على وقع “معاناة يومية” من الترقب والانتظار رفقة أسرته المكونة من زوجته و7 أبناء، بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفر 3 من بناته، ما جعلهم “عالقين” بغزة منذ 4 سنوات، فيما وصل ملفه إلى مكتب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. بنخضراء الذي قضى 8 سنوات في المعتقل السري لتمارة ضمن ما عُرف ب”سنوات الرصاص”، قبل أن تعترف الدولة بخطئها عبر هيئة الإنصاف والمصالحة التي قامت بتعويضه وتقديم اعتذار له، يتهم السفارة المغربية بفلسطين ب”رفض” تجديد جواز سفره هو و3 من بناته الموجودات برفقته في غزة، “دون أي مبرر”، مشرا إلى أن السفير المغربي يتعامل معه ب”احتقار وإهانة”. بنخضراء الذي قضى أيضا 6 سنوات في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، وهو مؤلف كتاب “تازمارة 234” الذي يحكي فيه عن معاناته في الاعتقال السياسي بالمغرب، ظل يعيش في الجزائر لسنوات، قبل أن يقرر سنة 2014 الانتقال إلى غزة، غير أن انتهاء صلاحية جوازات السفر المغربية لبناته الثلاث تسبب في عدم التقائه ب4 من أبنائه الذين يتابعون دراستهم بالجزائر، وذلك منذ سنة 2014. مصدر مقرب من بنخضراء، كشف لجريدة “العمق”، أن المواطن المغربي المذكور يهدد بخوض إضراب عن الطعام قريبا احتجاجا على ما يعتبره “رفض السفير المغربي تجديد جوازات السفر”، مشيرا إلى أن نشطاء حقوقيون بالرباط سيخوضون بدورهم إضرابا عن الطعام تضامنا معه، فيما يتم حاليا تشكيل لجنة تضامنية ستشرف على تنظيم ندوة صحفية في غضون أيام لكشف ملابسات هذا الملف. المعني بالأمر الذي يعتبر “أول من دشن المعتقل السري بتمارة في ليلة 27 رمضان عام 1986″، وفق المصدر ذاته، أوكل للناشط الحقوقي المغربي أحمد ويحمان مهمة طرح ومتابعة قضيته لدى السلطة الحكومية وأمام القضاء المغربي، حيث وصل ملفه إلى مكتب رئيس الحكومة سعد الدين الذي راسل بدوره وزير الخارجية ناصر بوريطة حول الموضوع، فيما يستعد فريق برلماني لطرح القضية بالبرلمان. هكذا بدأ المشكل محمد مصدق بنخضراء الذي يعيش بمخيم البريج بقطاع غزة رفقة زوجته وبناته صابرين وسارة وجود، كشف تفاصيل المعاناة التي يمر منها منذ أول اتصال له بالسفير المغربي بفلسطين من أجل طلب تجديد جوازات السفر، مشيرا إلى أنه عاد إلى غزة عام 2014 قادما من الجزائر رفقة زوجته واثنين من بناته، قبل أن يرزق بطفلة أخرى داخل غزة، فيما ترك وراءه في الجزائر 5 أبناء يتابعون دراستهم هناك. وأوضح في تدوينة مطولة على حسابه بموقع فيسبوك، أنه بعد 9 أشهر من ولادة ابنته الصغيرة قرر العودة إلى الجزائر، غير أن جوازات بناته الثلاث كانت قد انتهت صلاحيتها، فكان لزاما عليه تسجيل ابنته الصغيرة كمولودة جديدة في السفارة المغربية برام الله قبل استخراج جواز سفر لها، مع تجديد جوازات سفر ابنتيه الأخريتين. وأضاف في هذا الصدد أنه اتصل بالسفير المغربي واستفسره عن الوثائق اللازمة لتجديد جوازات سفر بناته، غير أن السفير أخبره أنه سيعاود الاتصال به لاحقا من أجل مده بالوثائق المطلوبة، وتابع قوله: “مضى أكثر من أسبوعين دون أن يتصل بي السفير، علما أنني مسجل كمواطن مغربي في السفارة المغربية”. وأردف بالقول: “اتصلت به مرة أخرى، وقبل أن أكمل كلامي قاطعني بخشونة قائلا: يا أخي قلت سنتصل بك ونبلغك بالأوراق المطلوبة (…) يجب أن نرسل للجهات المختصة، ونحن إلى الآن لم نتلقى ردا، وعندما نتلقى الرد سنتصل بك، مع السلامة”، لافتا إلى أنه انتظر أسابيع أخرى قبل أن يتصل به السفير مقدما له الوثائق المطلوبة لتجديد جوازات السفر. وكشف بنخضراء أن من بين الوثائق التي طلبها السفير المغربي نسخ من جوازات السفر الفلسطينية لبناته وشهادات ميلادهم الفلسطينية والمغربية، ما دفعه إلى استفسار السفير عن سبب هذه الوثائق مادام جواز السفر المغربي بيومتري، وعلاقة جوازت السفر الفلسطينية بالموضوع، ليجيبه السفير بأسلوب “تحقري”، وفق صفه. وقال في هذا السياق: “أجابني السفير قائلا: اسمع.. لاتعلمني شغلي وافعل ما أقوله لك. كان صوته قد ارتفع وأصبح يصرخ كضابط يخاطب جنديا، حيث قلت له لماذا تصرخ بي يا سعادة السفير وتخاطبني بهذه الطريقة (…) المفروض أن تكون دبلوماسيا وألا تخاطبني بهذه الطريقة وأن لا تصرخ بي هكذا”. ليرد عليه السفير، حسب رواية بنخضراء، بالقول: “انتظر منك ولا من غيرك أن يعلمني كيف اتكلم (…) اخرس (…) حسنا سأجعلك تقبل يدي كي أجدد لك الجوازات وأسجل ابنتك، لأرد عليه بالقول: خسئت.. لسنا نحن من يقبل الأيدي، وأغلق الهاتف في وجهي”، على حد قوله. المتحدث أشار إلى أنه منذ 2015 وإلى الآن لم يجدد السفير المغربي جوازات سفر بناته، وهو ما حرمه من العودة إلى الجزائر رفقة زوجته وبناته، وما زاد من معاناته هو انتهاء صلاحية إقامة زوجته بالجزائر، لتُصبح العودة من أجل لم شمل العائلة أمرا صعبا للغاية، لافتا إلى أنه سبق أن قدم طلب تجديد جواز سفره بالقنصلية المغربية في الجزائر، وتم الأمر بسلاسة حيث طلبوا منه فقط الجواز القديم وصور شخصية. 1. السفارة المغربية بفلسطين 2. المغرب 3. جوازات السفر 4. غزة 5. كتاب "تازمارة 234" 6. محمد مصدق بنخضراء