حسناء بلحفات _ صحافية متدربة موحا ملال، نبا، أمناي وغيرهم .. لطالما تغنى أبناء الجنوب الشرقي بأغانيهم المشجعة على النضال والاعتزاز بالهوية الامازيغية. هي اذن الأغنية الأمازيغية الملتزمة التي سطع نجمها في السنوات الأخيرة بالجنوب الشرقي أو” أسامر” كما يسميه الأمازيغ. إذ ظهرت عدد من المجموعات الغنائية الشبابية التي اتخذت من الأغنية الملتزمة طريقا للدفاع عن الهوية واللغة والثقافة الأمازيغية عموما. عبد الهادي الادريسي، أو “أمناي” كما يعرفه الأسامريون يقول في حديث له مع جريدة العمق، إن “الساحة الفنية بالجنوب الشرقي مليئة بالمواهب الشابة وتراكمات مهمة فيما يخص المجموعات الفنية والفنانين الفرديين أيضا ، وهذا لا يمكن اأن ينبئ الا بمستقبل زاهر للأغنية الملتزمة”. وأضاف أمناي، “أنا جد سعيد بما وصلت له الاغنية الامازيغية بالجنوب الشرقي ومتفائل جدا لمستقبل هذا اللون الموسيقي رغم الاكراهات القائمة”. ويعد عمر ايت سعيد هو الآخر من الفنانين الذين حملوا مشعل الاغنية الملتزمة، حيث تحدث لجريدة “العمق” عن التحديات التي تواجه فناني أسامر، قائلا: “ليس من السهل أن تكون فنانا منحدرا من أسرة محافظة، فقد كنت مولعا بالموسيقى منذ طفولتي لكن محيطي لم يتقبل فكرة ولوجي الى عالم الفن “. ويضيف أيت سعيد: “الجنوب الشرقي أيضا يعاني من غياب شركات انتاج تهتم بالموسيقى الملتزمة. حتى الدولة تهمل شباب الجنوب الشرقي الذي لم يأخذ بعد نصيبه من المهرجانات والتغطية الاعلامية، والى جانب هذه المشاكل، يقول عمر أيت سعيد هناك مشكل غياب معاهد موسيقية تصقل وتؤطر مواهب الشباب في المنطقة”. إلى جانب أيت سعيد وأمناي، يلوح في الأفق اسم فريد ضريف، وهو شاب عشريني يحاول أن ينحت لنفسه طريقا في عالم الموسيقى، تحدث لنا عن بداياته، قائلا: “بدأت مشواري الغنائي سنة 2007 وسط عائلة محافظة. ويضيف تأثرت كثيرا بفنانين محليين أبرزهم موحا ملال وعمر ايت سعيد ونبارك اولعربي وأمناي واخرون. اعتمدت في طريقتي الفنية على نمط ” امون ستايل” الذي ينطلق من المحلية الى العالمية. وبسبب غياب المعاهد الموسيقية يقول فريد: “اضطررت أن أسافر الى مدينة أكادير لألج بعد ذلك المعهد الثقافي والفني “معهد كونيكت” ، الذي كون شخصيتي الفنية وعرفني بطاقات مبدعة ، وهناك تعرفت على السيد حسن بلخياط الذي ساعدني في بناء اول مشروع فني لي بمواصفات احترافية من خلال انجاز اول فيديو كليب تحت عنوان talguitart” سنة 2019 “. وجدير بالذكر أن هناك فنانين ساهموا في إرساء البوادر الأولى للأغنية الملتزمة كموحا ملال الذي يعد من المؤسسين لهذا الفن الجديد في ثمانينيات القرن الماضي حيث صدر أول ألبوم له سنة1989 بعنوان ” أسيف ن دادس” أو ” واد دادس” . و نبارك اولعربي المعروف فنيا ب” نبا” مؤسس مجموعة صاغرو باند والذي غادر الحياة سنة 2011 عن عمر الثمانية والعشرين سنة، تاركا وراءه جملة من الألبومات التي سلطت الضوء على مواضيع الحرية والمرأة والتهميش. وفي حديث مع عبد الله بوزنداك، بصفته باحثا في الثقافة الأمازيغية، قال، إن “الاغنية الامازيغية الملتزمة استطاعت ان تفرض نفسها في الساحة الفنية منذ ثمانينيات القرن الماضي مع مؤسسين كبار كموحى ملال ومصطفى الوردي وبعدهم اخرون كمبارك اولعربي الذي أعطى الكثير للأغنية الامازيغية بأسامر، وفتح المجال لفرق موسيقية أخرى للظهور في الساحة الفنية، كما ساهم في إعطاء الشهرة للموسيقى الامازيغية بشكل أوسع”.