توصلت دراسة جديدة إلى أن الرجال الذين يتناولون اللبن الزبادي بانتظام يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بالنمو قبل السرطاني “الورم الحميد” بمقدار خمس مرات. وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية وجدت الدراسة التي أجرتها جامعة واشنطن أن الرجال الذين يتناولون حصتين أو أكثر من اللبن الزبادي أسبوعيًا لديهم فرصة أقل بكثير للإصابة بأورام في الأمعاء والتي قد تصبح سرطانية في النهاية. وقالت الصحيفة أنه بعد تتبع أكثر من 32 ألف رجل لمدة 25 عامًا، وجد الباحثون أن الذين تناولوا ما لا يقل عن حصتين من اللبن الزبادي أسبوعيًا كانت احتمالية حدوث نمو ورم غدي “حميد” أقل بنسبة 19 في المئة. وأيضا كان الأشخاص الذين يتناولون وجبات من اللبن الزبادي بشكل منتظم كانوا أقل عرضة للإصابة بأورام من النوع الأكثر خطورة. بنسبة 26 في المئة. وأوضح الباحثون إنهم غير قادرين على التأكد من السبب الذي يؤدي لأن يقلل تناول اللبن من خطر حدوث نمو ورم حميد، وذلك لأن الدراسة قائمة على الملاحظة وفقا قولهم. ومع ذلك أشاروا إلى أنه يمكن أن يكون السبب وجود نوعين من البكتيريا الشائعة في الزبادي الحي وهما Lactobacillus bulgaricus و Streptococcus thermophilus. وأضاف الباحثون أن الخصائص المضادة للالتهابات في منتج الألبان قد تقلل أيضًا من تسرب الأمعاء، وهي حالة تمر فيها جزيئات الطعام غير المهضومة والسموم الجرثومية والجراثيم عبر جدار الأمعاء، وبالتالي تحمي الشخص من المرض. وقال الباحث “يين تساو” من جامعة واشنطن: “توفر بياناتنا أدلة جديدة على دور الزبادي في المرحلة المبكرة من تطور سرطان القولون والمستقيم وإمكانات بكتيريا الأمعاء في تعديل هذه العملية”. وتابع “تساو”: “هذه النتائج، إذا تم تأكيدها من قبل الدراسات المستقبلية، تشير إلى أن الزبادي يمكن أن يكون عاملا مساعدا في الوقاية سرطان القولون والمستقيم، أو يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالورم الحميد غير المشخص”. وذكرت الصحيفة بأن الدراسة تتبعت ما مجموعه 32,606 ألف من الرجال و 55,743 ألف من النساء، وجميعهم خضعوا لتنظير الأمعاء السفلي – وهو إجراء طبي يُمكّن الأطباء من النظر إلى داخل الأمعاء باستخدام أداة تسمى المنظار الداخلي. وأيضا قدم المشاركون كل أربع سنوات معلومات عن نمط حياتهم ونظامهم الغذائي، بما في ذلك مقدار الزبادي الذي يتناولونه، وخلال فترة الدراسة تم تطوير 5,811 من نمور الورم الحميد في الرجال، و 8,116 في النساء. ولفتت الصحيفة إلى أنه في حين أن الرجال الذين تناولوا اللبن الزبادي كانوا أقل عرضة للإصابة بنمو ورم حميد، لم يُلاحظ نفس الرابط عند النساء. من ناحيتها قالت “كاتي باتريك” مسؤولة المعلومات الصحية من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “إن القولون هو موطن تريليونات من الميكروبات، وكيف أن البكتيريا الموجودة في أمعائنا قد تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الأمعاء هي مجال رائع من الأبحاث، والكثير من الأشياء تؤثر على أنواع الخلل في أمعائنا وصحتها العامة، بما في ذلك الأطعمة التي نتناولها”. وتابعت: “لكن الرجال لا يحتاجون إلى ملء عربات التسوق باللبن لأنه من السابق لأوانه القول بناء على نتائج هذه الدراسة أن تناول المزيد من اللبن يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء”. من جهته قال اختصاصي الأورام والغدد فرات يحيى: “هذا البحث الأول من نوعه عن تأثير منتجات الألبان والحليب على السرطان، وبالتالي من الصعب والمبكر الحكم على نتائجه”. وتابع يحيى في حديث ل“عربي21”: “هناك الآن اهتمام كبير من قبل العلماء والباحثون بفيتامين دي الموجود في هذه الأغذية، وهم يروون بأنه كلما كانت معدلات هذا الفيتامين طبيعية في الجسم كلما قلت نسبة الإصابة بسرطان الأمعاء وغيره من السرطانات”. وقالت اختصاصية التغذية تهاني الجزازي: إن دراسة واحدة غير كافية للتعميم و تحتاج إلى المزيد من الأبحاث لإثباتها”. وأضافت خلال حديثها ل“عربي21”: ” لا يمكن أن ننفي أهمية منتجات الألبان لاحتوائها على أنواع معينة من البكتيريا، والتي تُحسن من البكتيريا النافعة في الأمعاء، وبالتالي الحماية من السرطان”. وأكدت أن”اتباع نمط حياة صحيح وصحي متمثل بتغذية متوازنة و نشاط حركي منتظم، بالإضافة إلى مواد مساعدة مثلما تم ذكره عن منتجات الألبان في الدراسة، فهي فعلا تساعد في الحماية خاصة أن مرض السرطان ليس مرض وراثي بحت، وإنما هناك دور للعامل البيئي في الإصابة به أو الوقاية منه، ويتمثل هذا العامل في النمط الغذائي ونمط الحياة الصحي بشكل عام”. وقدمت تهاني، نصائح للوقاية من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، تسردها فيما يلي: تناول كميات أقل من اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء، الاعتماد أكثر على السمك و الدجاج الطازج. المحافظة على وزن صحي، وهذا الأمر مهم لأنه لا يساعد فقط في الحماية من الإصابة بسرطان الامعاء، وإنما يساعد أيضا في الحماية من الاصابة بتسعة أنواع أخرى من السرطانات، والتفسير العلمي لذلك هو أن الدهون الزائدة في الجسم تؤدي الى حدوث تغيرات هرمونية وتكوين مواد كيميائية تكون مسببة للسرطانات. تناول كمية ألياف غذائية أكثر، فهي تُسهل مرور الطعام بالأمعاء و بالتالي تُسهل عملية الاخراج و منع حدوث الإمساك، ويمكن الحصول على الألياف من الخضروات والفواكه والبقوليات والعدس والحبوب. ترك التدخين، حيث لا يقتصر تأثير التدخين على الاصابة بسرطان الرئة فقط و انما يتعداه لأكثر من 13 نوع أخر بما فيهم سرطان الامعاء. الابتعاد عن شرب الكحول. ممارسة التمارين الرياضية، حيث أن الحركة تساعد في تمرين العضلات و بالتالي حركة أفضل لعضلات الأمعاء و منع حدوث الامساك. 1. الألبان 2. الرجال 3. الزبادي 4. سرطان الأمعان