في ثالث أغر الأيام من عيد الفطر المبارك شهدت ثانوية العرفان الإعدادية بمديرية الرباط مسرحا لحالة غش متكاملة الأركان كان بطلها النائب البرلماني لحزب العدالة و التنمية, الشئ الذي جعل من الخبر مادة إعلامية دسمة أسالت لعاب المتتبع للشأن العام الوطني حيث انتشر كالنار في الهشيم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كما تناقلته مختلف الصحف الورقية و الالكترونية. وعلى إثر هذه الضجة الاعلامية الصاخبة خرج ذات البرلماني ببلاغ رسمي ليفند من خلاله حالة غش المزعومة التي اتهم بها من طرف رئيس الامتحان و معاونيه ليقدم روايته المليئة بالمظلومية و التباكي و التي حفظناها وألفناها منهم عن ظهر قلب كلما وقعوا في المحظور.حيث وجه مدفعيته الثقيلة صوب المتربصين بالحزبالذين يحاولون تشويه سمعته حسب زعمه. رغم علمه اليقين أن القانون الذي شرعته المؤسسة البرلمانية التي ينتمي إليها وساهم في التصويت عليه يقول بشكل صريحأنه مجرد حيازة أداة غش إلى مركز الامتحان يعتبر صاحبه غاشا. لكن هذا الخطأ اللاأخلاقي الجسيم الذي ارتكبه البرلماني المذكور ما هو إلا كتلك الشجرة التي تخفي الغابة ولا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية بل هي مجرد مسرحية هزلية تتعلق بتصفية حسابات سياسية ضيقة كما عودنا أهل الساسة الخبيثة في المغرب بين الفينة و الأخرى لإلهاء الشعب المغلوب على أمره من قضايا كبرى كفضائح الفسادالتي ما فتئيغرق فيها ممثلي الأمة إلى الأذقانفي كل وقت و حين من نهب و تعويضات ريعية سمينة بدون وجه حق. أيها الشعب المكلوم أليس من العيب و العار أن يتولى شخص مهمة تمثيل جيشا عرمرا من دائرته الانتخابية في أعرق وأسمى مؤسسة تشريعية وطنية وهو لا يتوفر حتى على شهادة الباكالوريا؟ أو ليس من الخزي و العار أن تغضوا الطرف عنهم وهم ينهبون ميزانيات الجماعات و البلديات التي يسيرونها سرا و علانية؟ ألم يان للذين التزموا الصمت منكم سنين عددا أن يستيقظوا من سباتهم العميق و يطالبوا بإنهاء استغلال الوقود و آلاف سيارات الدولة من طرف الماكرين و الحمقى من أهل الساسة ؟ ثم ألا يعد غدق وكرم البرلمان على النواب و المستشارينمن أيبادات و أيفونات ذكية من الجيل الجديد و السفريات والاقامة في فنادق من طراز خمس نجوم أينما حلوا و ارتحلوا فضيحة من العيار الثقيل تستوجب تدخلا شعبيا عاجلا لوقف هذا الاستهتار و العبث بالمال العام؟ أو ليس الأجدر و الأحق أن تشنوا حربا إعلامية حامية الوطيس على كل من سولت له نفسه الحصول على تقاعد مريح من الصندوق الوطني للتقاعد الذي لم يساهموا فيه ولو بسنتيم واحد؟ أيها الشعب الكئيب ألا يستحق هؤلاء الذين عثوا في الأرض فسادا حملات إعلامية واسعة لفضحهم وتشديد الخناق عليهم أكثر من قضية وقوع النائب البرلماني في حالة غش خلال الامتحانات الاشهادية الوطنية؟أيها الشعب الأبي أليس منكم برجل رشيد يجنب نفسه الوقوع ضحيةاستغلاله كجمهور لا دور له فقط يشاهد من بعيدثم يصفق لممثلي مسرحيات تم تأليفها خصيصا لإلهاء المجتمع عن قضايا فساد في شتى المجلات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية والدينية التي يتخبط فيها هذا الوطن.