يعد المغرب بلدا نموذجيا في فن التعايش الثقافي والمعرفي المتوازن بين مختلف الجاليات التي تعيش على أرضه، وهذا ما يؤكده تواجد عدد كبير جدا لأشخاص من مختلف الجنسيات تشكل أغلب ثقافات العالم المتنوعة بكل تفاصيلها، والتي تعيش في سلام وانسجام رغم الفوارق الشاسعة في عادات وتقاليد ولغات أبناء هذه الشعوب، ويعكس حجم التعايش بين هذه الجاليات الانفتاح الاستثنائي لبلدنا على الثقافات الإنسانية ببعديها المعاصر والتراثي، والذي قل نظيره في العالم.. لقد أصبحت بلادنا، تلك الوجهة المفضلة لدى العديد من الأشخاص من مختلف البلدان، لما تتميز به من قيم نبيلة، واحترام للإنسان وكرامته ودينه وعاداته وتقاليده، دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو غير ذلك، بالإضافة للأمن والاستقرار الذي ينعم به كل شخص يعيش على هذه الأرض المباركة في كل الأوقات والساعات، مما يحفز على ممارسة كل الأنشطة بحرية تامة ومن دون خوف أو ملل.. كما أن التسامح والتعايش في المغرب وحسن الضيافة وقيم أخلاقية متأصلة في مجتمعه، قد حوله على مر السنين إلى وجهة لكل شعوب العالم، الذين باتوا يفضلون زيارته لما يضيفه على من تطأه قدميه من أجواء البهجة والسرور والحب والمعرفة…، ولا أدل على ذلك سوى عدد السياح الذين دخلوا المغرب، الذي وصل في السنة الماضية 2018 إلى 11,3 ملايين سائح ما بين يناير ونونبر 2018 والعدد في تزايد مستمر.. وما يميز المغرب هو أنه بلد التنوع الجغرافي والحداثة والنهضة في مختلف المجالات، مما يساهم في تشجيع العديد من البلدان والمستثمرين على الاستثمار وإنشاء شركات ومصانع على أراضيه في مختلف المجالات، وذلك بسبب سهولة الاجراءات المقدمة في هذا الإطار وضمان الاستقرار والعيش الكريم.. كما أن العلاقات التي تجمع المغرب مع عدد من بلدان العالم هي علاقات تتسم بالثقة المتبادلة مع الجميع، يطبعها الود والاحترام الدائم، والتي تشمل جميع المجالات، منها الاقتصادية والسياسية والتجارية والثقافة والتعليمية والأمنية..، وهذا ما يقوي جسور التواصل الثقافي والحضاري، ويعزز كل أشكال التعاون والشراكة، ويساهم بكثير في التنمية الشاملة والعادلة.. *باحث في القانون العام