يقوم بعض الناس بسلوكات وتصرفات مخالفة لتعاليم الدين الاسلامي، إما عمدا أوجهلا، وعندما يتم تقديم النصح لهم، يقولون:” الإيمان في القلب، وهذه التصرفات لا تؤثر على حسن إسلامناوإيماننا”، ويجهلون أويتجاهلون أن الإسلام عقيدة وشريعة، وأن بين هذين المفهومين علاقة ترابط وتكامل. فالعقيدة ترادف الإيمان الذي يعني: الإقرار قولا وفعلا بوجود الله، وملائكته ،وكتبه، ورسله،واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشهره، وأن أوامره ونواهيه التي جاءت في كتابه الكريم، أوعن طريق أنبيائه ورسله يجب اتباعها والالتزام بها. أما الشريعة فهي: التكاليف العملية التي جاء بها الإسلام في العبادات والمعاملات والأخلاق، من أجل تنظيمحياة الناس بربهم وببعضهم وبمحيطهم. فالعقيدة القوية هي التي تدفع المسلم للامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه والتحلي بالأخلاق الحسنة، والعكس صحيح. وقد وردت مجموعة من النصوص، في الكتاب والسنة، تؤكد هذه العلاقة، وهذا الترابط والتكامل بين العقيدة والشريعة. قال تعالى: – ” آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ” (سورة الحديد/07) – “والعصر إن الانسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر”(سورة العصر) وقال عليه السلام : – ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ” (موطأ الإمام مالك) – “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن،قيل: من يا رسول الله، قال: من يؤذي جاره بوائقه ” ( صحيح البخاري) – ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”(صحيح البخاري) إلى غير ذلك من الأدلة الصيحة الصريحة. فالإيمان بالله ورسوله هو الذي يدفع المسلم إلى الانفاق في سبيل الله، والإكثار من الأعمال الصالحة، والأمر بالمعروف والصبر عليه،وقول الكلام الطيب، وإكرام الضيف، وكف الأذىعن الجار، وحب الخير للناس.. وما الغاية من هذه العلاقة إلا إرشاد الناس إلى توحيد الله وعبادته،والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وتقويم سلوك المسلم حتى يحقق التوازن في شخصيته بين ما يؤمن به ويعتقده وما يقوم به من سلوكات وتصرفات، وبالتالي تكوين مجتمع مسلم صالح، يستمده قيمه وأخلاقه وقوانينه من الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.