لا افهم ذلك الهيجان (بكل انواعه)، الذي يبرز عند نشر احداهن صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت للصورة علاقة بلقاء فكري او ندوة او مناظرة، او كانت ترفق مقال راي مثلا… الغريب هو كيف للهيجان ذاك ان يجتمع بالاستهجان و النصح بالتراجع عن نشر الصورة واحيانا بالتحذير من مغبة ارتكاب خطيئة او التسبب في ارتكاب احدهم لمعصية!. والمعصية هته، سيرتكبها ذوي “القلوب الضعيفة”، او ذاك “الذي في قلبه مرض”،حسب توصيف اصحاب النصح. ولأجل عيون الذي في قلبه مرض، وجب على مرتكبة معصية ناشرة صورها ومزعزعة عاطفة ضعفاء القلوب، ان تتحجب عن الانظار وتختفي عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتترك المجال له وحده، فتصبح الصور له ومنصات الفيسبوك وتويتر له، ولينكدين…والجرائد والقنوات. ولك القُنوت والمطبخ، والمجلات، وبيت ” امرحي فيه كما تشائين، وابدعي في الوصفات…وغذّينا. عزيزتي المرأة، كنا نريدك ان تلبسي خمارا، وقفازات، حتى لا تفتتي قلبه الضعيف ذاك، ولكنك تحجبت فقط!، وازددت اناقة، وصرت تنشرين صورك تفتنين به شبابنا!، ستتحملين اوزار الفتنة والتيه، والرغبة التي تشعلينها في نفوسهم!. نعم تلك الشعيرات القليلة التي قد تتسرب من غطاء رأسك تثير بعضهم، يديك الجميلتين، تحفز مخيلتهم، حذاؤك مشيتك… ولا تسأليني، هل النساء المسنات، او الفتيات الصغيرات، او حتى الاطفال الذين تعرضوا للاغتصاب، هم ايضا أثاروا احاسيسهم واستفزوها، فتلك استثناءات. عزيزتي، لأنك امرأة، هذا يكفي ان نتهمك، ونحاصرك، فأنت اصل الفتنة والفساد، ومسؤولة عما نعيشه من تخلف واختلاس وتيه، بل انت سبب تفشي البطالة وسط الشباب، لو انك لزمت بيتك لوفرتي فرص الشغل التي “هرفتيها هرفا”، من احد الشباب الضائعين، لايهم ان تكوني وحيدة والديك، او تكون كل خِلفتهم بنات، ولا يهمني ان تكوني متفوقة في دراستك، او ان اخاك الاكبر لم يتحمل مسؤوليته، وخرج يتسكع في الطرقات مع اصدقائه، ويطالبك بالمصروف، هذا كله لا اريد سماعه. الزمي بيتك، وان خرجت، البسي سواداو ضعي قفازات، وابتعدي عن الجمال والاناقة، ولاتصدعي رأسي بالقول ان الله جميل يحب الجمال، فهو حديث ضعيف، اقنتي في بينك فهو اصون لك، ولا تتبعي خطوات الشيطان، فهي في العمل مع الرجال جنبا لجنب، والخفض في الصوت، فتهفو روحه وتتعلق بك، فالمسكين روحه ضعيفه حساسه، واي تنهيدة منك، تسقطه في غيابات الجب، ولا يستطيع حينها معك صبرا. اقنتي، اصمتي، لاتتجملي، غطي كلك وليس بعضك، غطي صوتك، وافكارك، واهتماماتك، تغطي انت كلك “وهنينا من صداعك”.