أجمع فاعلون ومختصون على ضرورة تربية الأجيال الصاعدة على روح المواطنة، انطلاقا من تكريس المحطات التاريخية الكبرى التي بصمها المغاربة من أجل استقلال وطنهم، مشددين على أن طريقة الاحتفاء ببعض المناسبات الوطنية التاريخية، تستوجب إعادة النظر فيها من أجل إبداع أساليب جديدة تستطيع التأثير في النشء. جاء ذلك في ندوة بمناسبة الذكرى ال75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944، نظمتها جمعية “كرامة لتنمية المرأة” بطنجة، مساء اليوم الأربعاء، تحت شعار: “من أجل تنشئة صالحة متماسكة بمقدسات بلادها متعلقة بأمجاد أجدادنا”، وذلك بقاعة ابن بطوطة التابعة للجماعة الحضرية، بمشاركة واسعة للنساء الجمعويات والتلاميذ. الندوة عرفت مشاركة كل من عبد اللطيف حدوش ممثلا عن المجلس العلمي المحلي، زينب أولحاجن ممثلة المنسقية التعاون الوطني، هشام عابد ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، محمد طارق حيون ممثل مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم بتطوان، محمد بن رحمون ممثل هيئة المحامين بطنجة، نعيمة بن يعيش عضوة جمعية كرامة لتنمية المرأة، إلى جانب رئيسة الجمعية وفاء بن عبد القادر. واعتبر المحاضرون أن ذكرى 11 يناير ترسخ لحدث جيلي ونوعي في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، مشيرين إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى “هو وفاء لرجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتمجيدا لبطولاتهم العظيمة التي صنعوها بروح الوطنية للتخلص من الاستعمار وصون عزة وكرامة الشعب المغربي”. الندوة التي افتتحت بتلاوة آيات من القرآن وعزف النشيد الوطني، وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء والمقاومين، مع افتتاح معرض لصور توثق لحظات الكفاح الوطني من أجل الاستقلال، أشار فيها المتدخلون إلى دور المرأة في الكفاح ضد المستعمر، ودورها في تربية النشء على روح المواطنة وترسيخ حب الوطن، مع ذكر عدد من نماذج النساء اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ المغرب. وتطرق الباحثون إلى السياق التاريخي الذي ميز وثيقة 11 يناير، بالنظر إلى كونها كانت مسبوقة بعدة عرائض لا يعرفها المغاربة بشكل كافٍ، وهو ما جعل وثيقة 11 يناير “ناضجة وعليها إجماع، لأنها كانت مسبوقة بتمرين في الكتابة السياسية والقانونية من طرف المغاربة، منذ الظهير البربري 1930″، مشيرين إلى مضمون الوثيقة وعدد الموقعين عليها وتأثيراتها في الاستقلال. رئيس جمعية “كرامة لتنمية المرأة”، شددت في ختام الندوة على دور الروح الوطنية في تربية الأجيال الصاعدة على قيم المواطنة وحب الوطن، داعية إلى غرس ثقافة الاحتفاء بالمحطات التاريخية والمفصلية في مسار المملكة في نفوس الصغار، والتعريف بأهم ما جاء فيها ودورها في الكفاح الوطني والانعتاق من ربقة الاستعمار الأجنبي، قبل أن تتم قراءة برقية “ولاء وإخلاص” إلى الملك محمد السادس.