كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام، أمس الجمعة، معطيات جديدة وخطيرة حول المواطن السويسري-الإسباني الذي تم اعتقاله للاشتباه في تورطه في قضية ذبح السائحتين الإسكندنافيتين بإقليم الحوز، شهر دجنبر الماضي. وقال الخيام في حوار لصحيفتي “تريبيون دي جنيف” و”فانت كاتر أور” السويسريتين، إن هذا المواطن السويسري-الإسباني شارك في عدة اجتماعات سرية مع أعضاء من الخلية المفككة، مشيرا إلى أنه “غير متورط بشكل مباشر في اغتيال الطالبتين، لكنه كان يعرف منفذي الجريمة، وشاهدوا معا أشرطة لداعش”. وأوضح المسؤول الأمني أن المشبته فيه “كان على اتصال مع أحد عناصر داعش في سوريا عبر رسائل تلغرام. هذا الرجل الذي قابله في سويسرا، أطلعه على مقاطع فيديو عن قطع الرؤوس، وكان يخطط، مع الأعضاء الآخرين في الخلية التي تم تفكيكها، للقيام بأعمال على الأراضي المغربية تستهدف الأجهزة الأمنية أو السياح”. وأشار المتحدث إلى أن المواطن السويسري “قام بدفع بعض الأعضاء إلى التدرب على إطلاق النار بخراطيش فارغة بإحدى الحقول، وكذا تجنيد أفراد من جنوب الصحراء كان ينوي الانضمام معهم إلى فروع داعش في شمال مالي”، لافتا إلى أنه “تطرف في جنيف حيث كان يخطط لمهاجمة محل لبيع الحلي لتمويل مغادرته إلى سوريا والانضمام إلى داعش، ووصل إلى المغرب سنة 2015”. وأضاف الخيام أن هذا الشخص “حاول أولا الانضمام إلى مدرسة قرآنية في جنوب المملكة ثم انتقل إلى مراكش حيث التقى بسلفي تقليدي وأخبره أنه يريد أن يكمل معرفته بالدين، وفي وقت لاحق، تقرب من إمام يتولى إدارة مسجد في ضواحي مراكش، وكان هناك يتواصل مع أمير الخلية الجهادية المتورطة في اغتيال السائحتين، وهو نفس الأمير الذي قطع رأس إحدى الضحيتين”. إلى ذلك، شدد الخيام على أنه “لا يمكن التغلب على آفة الإرهاب التي تهدد البشرية جمعاء بدون تعزيز التعاون بين الدول”، مردفا بالقول: “يجب أن ندرك أن التطرف يهدد البشرية، إنه آفة يمكن أن تضرب في أي مكان وفي أي وقت بوسائل بدائية”، حسب قوله. وأضاف في هذه المقابلة التي ركزت على التحقيق في مقتل سائحتين إسكندنافيتين في بلدة إمليل واعتقال المشتبه بهم المتورطين في جريمة القتل، بما في ذلك مواطن سويسري'إسباني، قائلا: “بدون تدعيم التعاون بين جميع أجهزة المخابرات لا يمكننا التغلب عليه”. وفي ما يتعلق بالتعاون بين المغرب وسويسرا في الحرب ضد الإرهاب، أشار الخيام إلى أن “أجهزة استخباراتنا تتعاون، ولكن في ضوء ما حدث ، يتعين علينا بدون شك تعزيز علاقاتنا”، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”. وذكر في هذا الصدد بأن المغرب قد اعتمد، منذ تفجيرات الدارالبيضاء عام 2003 ، سياسة لمكافحة الإرهاب أثبتت فعاليتها، حيث سمحت بتفكيك العديد من الخلايا في المملكة، ولكن أيضا تفادي وقوع هجمات في فرنسا وبلجيكا والدنمارك والعديد من الدول الأخرى، وفق المصدر ذاته.