لا حديث في وسائل التواصل الاجتماعي سوى عن مكان نقاهة رئيس الغابون علي بانغو: فرنسا، بريطانيا أم المغرب؟ قصاصة خبر رئيسي لإحدى قنوات القطب العمومي المغربي. يتساءل البعض: هل هؤلاء الناس يعيشون واقع المغاربة؟ حقيقيا كان أم فرضيا؟ أي نوع من المخدرات يحاولون تصديره لقلب أولويات و اتجاهات تفكير الناس؟! غير بعيد عن بلد استقبلت بانغو بترحيب إعلامي كبير و تجاهل شعبي عظيم، يحكم “سبسي” شعب تونس الثورة و يحاول ما استطاع تخدير الناس و تقليب وجوههم من مواضيع من سرق الثروة؟ لمن سيرث الفتات؟ السبسي التسعيني نجح في تمرير قانون مساواة في الإرث مسوقا إياه نصرا عظيما و طريقا نحو المساواة بين الرجل و المرأة. الباجي في سعي حثيث لإقناع التونسيين أن فقرهم سببه شريعة تساوي المرأة بالرجل في خمس حالات، تورثه ضعفي المرأة في أربع حالات، و تحرم الرجل و تعلي من نصيب المرأة في سبع حالات. السبسي نفخ “بيبته” في وجه مواطنيه كي ينسيهم تمرير قانون العفو عن رجال أعمال “زين الهاربين بن علي بابا” من ملأ طائرته بكنوز قرطاج قبل التوجه لبلاد الحرمين بعد تنبيه الجيش الوطني. الرئيس الباجي تولى القيادة و نفخ “سبسيه” على عيون أهالي شهداء الثورة لطمس إجهاض عمل لجنة الإنصاف و المصالحة بعد دخولها في دهاليز و ألاعيب التشريع الخبيثة. الفرق بين عدالة الثورة و عدالة عادية أن الأولى ناجزة سريعة و الثانية متأنية تليق بزمن “الدنيا هانية”…لذلك كُتب الفشل لمن أراد محق الفساد بعد ثورة بعدالة أيام السلم في تونس و مصر…بينما نجحت ثورة فرنسا قبل ثلاثة قرون بدون فيسبوك و لا تويتر و لا يوتوب. غمامة المخدرات تقودنا لأكبر تاجر “بانغو” في مصر…حاكمها العسكري عبد الفتاح السيسي. في عز انشغاله بتسليم ما تبقى من فدادين مصر للجيش و أراضي سيناء للإمارات، نافس عبد الفتاح تجار البانغو (مخدر سوبر ينافس حشيش المغرب و أفيون الأفغان في سوق مصر) بأن أطلق 140 تاجرا على الهواء يوهمون الناس بمناجم من ذهب و فضة و مرجان ستغرق المواطن في الرخاء، و حقل ظُهرِ ينفُث الغاز فتتجاوز مصر السيسي قطر تميم في النعيم و الرخاء. تجار البانغو الجدد في مصر وصل تكيفهم بأن سوقوا توقيع مصر اتفاق لشراء غاز إسرائيل ب 5 مليار دولار أنه فوز ماحق لاقتصاد بلد الكنانة: جبنا غوول يا مصريين…هكذا قال “بانغو” مصر. في ختام جولة سياحية في أجواء غائمة تكاد تنزل أمطارا حشحوشية نعود لأرض العام زين و حنا ماشي بحال سوريا. من استقبل بانغو الغابون أظهره صديق المغرب و حبيبه و أنتيمه، و كما صمت إعلام الحشائش عن انقلاب مصر سنة و نصف قبل أن يورد الخبر و يكأنه حصل بالأمس بعد حملة تراشق بين البلدين، لا تستغرب صديقي المُحشحَش أن تُفاجأ بعد سنوات بحقيقة بانغو الغابون إن اعترفت جمهورية نفط غرب إفريقيا بالبوليساريو مثلا… ستسمع ذات الإعلام يُخبرك أن علي هو فقط ابن عمر و كلاهما بانغو توارث حكم الغابون من 1967 حتى 2009، حين مات الأب و خلفه ابنه. قد يخبروك أن بانغو الرئيس ينشر البنغو المخدر ليغطي على عمولاته من و إلى ماما فرنسا، و شركاتها التي تحتكر 90% من واردات الغابون، حتى يضمن بقاء مخدراته في أجواء ليبروفيل إلى أن يشاء الله، مع استضافة ميسي “بانغو الشعوب” سنة 2015 لافتتاح ملعب بملابس تليق بحديقة حيوان أكثر من زيارة دولة…لم يتبق لبانغو برشلونة يومها سوى الفول السوداني ليرميه على المواطنين الغابونيين. هكذا نحن المتخلفون… ندفع مقابل الإهانة أكثر مما ندفع مقابل الكرامة. * باحث مغربي في الجغرافية السياسية.