عمت موجة غضب عارم، موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على خلفية انتشار شريط فيديو يوثق لعملية اعتداء جنسي نفذها شابان في حق فتاة بمكان خلاء ضواحي مدينة الدارالبيضاء، حيث شدد نشطاء على تنزيل أقسى العقوبات على المتهمين اللذان ظهرا في الفيديو. وخلفت مشاهد الفيديو التي وثق لها أحد مرتكبي الاعتداء بكاميرا هاتفه النقال، صدمة في صفوف رواد الفضاء الأزرق، والذين طالبوا السلطات بالعمل على اعتقال المتهمين، وتوقيع أقسى العقوبات عليهم ليكونوا عبرة للآخرين، كما دعوا إلى نشر صورهما من أجل المساعدة للوصول إليهم. وانتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق التراسل الفوري “واتساب”، فيديو يظهر شابان وهما يقومان بالاعتداء جسديا وجنسيا، في منطقة خلاء ضواحي مدينة الدارالبيضاء، حيث قاموا بنزع ملابسها. وفي هذا السياق، اعتبر المختص في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، أن هناك 4 عوامل تفسر تصاعد ظاهرة الاغتصاب والتوثيق لها، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مبرزا أن العامل الأول هو أن “هؤلاء الأشخاص هم في اعتقادي أناس ذهبوا تحولوا من الإنسان إلى الكائن وتنازلوا عن كل الصفات الإنسانية منها الشهامة والمواطنة والرجولة والدين، وكلها قيم تركوها جانبا”. وأوضح بنزاكور في تصريح لجريدة “العمق”، أن العامل الثاني المتحكم في انتشار هذه الظاهرة هو “الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، التي ربت في نوع من البشر أن يعيشوا فقط من أجل اللحظة، ومن أجل الشهرة، بمعنى أنه يفرح إذا شاهد تزايد عدد المشاهدات لديه على الفايسبوك، في حين أن الموضوع لا يهمه في شيء”، مضيفا أن ذلك “ما يدفعهم لتصوير حالات الاغتصاب وأشياء أخرى قد تكون حميمية وقد تخص حتى أقرب الناس إليهم”. العامل الثالث، بحسب بنزاكور، هو أن “ردت فعل السلطات فيها نوع من النفاق، حيث يقولون أنهم يتابعون الأمر، ونقطة إلى السطر وانتهى الكلام، ولا يتابعون الحدث إلى الآخر وأنهم قاموا بزجر فلان وفلان والتشهير بهم”، مضيفا أنه “إذا لم تكن هناك عملية زجر حقيقية فإن أيا كان سيقول بأن ذلك مجرد كذب ويبقى المهم لديه هو الشهرة، لأن المغربي ثبت باليقين أنه لا يردع إلا بالزجر”. وأضاف المختص في علم النفس الاجتماعي، أن العامل الرابع في انتشار هذه الظاهرة هو “السلبية التي تربي عليها وسائل التواصل الاجتماعي، والمقصود بها أن الإنسان من كثرة تعامله مع هذه الوسائل أصبحت ردة الفعل العادية لديه كما عند الحيوان معطلة وهذا خطير جدا، فهذا الذي يصور الفيديو فقد هذا الحس الحيواني الذي هو جميل، وأجمل من الحالة التي هو عليها الآن، وأمام الخطر الذي في هذه الحالة هو محاولة اغتصاب فتاة كان عليه على الأقل أن يهرب وليس أن يصور”. وشدد بنزاكور، على أنه “حتى هذا الحس الحيواني الجميل الذي بداخلنا انعدم، وذهبت القيم ووقع الإدمان وغاب الحس الحيواني أمام الخوف ولم يتبق لنا إعادة التكوين”، مشددا على ضرورة أن تتابع السلطات هذا الوضع وأن تقوم بفضح هؤلاء، لأن المسألة، بحسبه، ليست مسألة حقوق إنسان.