كلما توالت حالات وصول روائح الغازات و الانبعاثات القادمة من المركب الكيماوي مغرب فوسفور، إلا وتعالت معها أصوات أبناء آسفي حول مساهمة المجمع الشريف للفوسفاط في تنمية الإقليم والمدينة، وبكل تأكيد ساكنة أسفي لا يسألون هذا الأخير إيقاف عمليات الإنتاج، ولا يتجاهلون حجم إسهام المجمع في الناتج الداخلي الخام على المستوى الوطني، ولا يمكن كذلك أن يتجاهلو الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة في علاقتها بمستخدميها، إضافة الى بعض المبادرات وإن كانت محدودة على المستوى المحلي ولا تنتج أثرا تنمويا. ولكن بالمقابل يجب أن يعي القائمون على هذه المؤسسة -التي يفترض فيها أن تكون مؤسسة مواطنة- كلفة تواجد هذه المنشأة والضريبة التي أدتها وتؤديها المدينة جراء هذا التواجد، العديد من الفرص الضائعة والتي ردفعت الدولة إلى توطين الكثير من المشاريع بمدن ومناطق أخرى كانت ربما بسبب هذا التواجد، عدم الإستفادة من الكثير من المخططات كان بسبب هذا التواجد – تعارض أهداف بعض المخططات والسمعة البيئية للمدينة-، عدم جادبية المدينة للاستثمار خاصة في بعده السياحي كان بسبب هذا التواجد، عدم قدرة الكثير من الفاعلين الاقتصاديين على توطين بعض من المشاريع خاصة الخدماتية منها ربما كان بسبب هذا التواجد.. ناهيك عن التأثير المباشر على ساكنة المدينة وعلى صحة أبناءها عبر حالات الاختناق المتكررة، حيث أنه كلما كان اتجاه الرياح نحو المدينة كلما انتقلت معه الانبعاثات الصادرة عن المركب، هذه الوضعية التي تجعل ساكنة أسفي تعيش تحث رحمة اتجاه الرياح. لدى في إعتقادي يجب أن يعي جيدا أصحاب القرار السيادي في هذه المؤسسة أن الخيار الوحيد لجعل ساكنة أسفي قادرة على التعايش مع هذه الوضعية هو جبر الضرر التنموي الذي عانت منه مدينة أسفي والذي يعد ocp فاعل أساسي فيه إضافة إلى فاعلين أخرين، والمطلوب كما سبق وأن عبرنا عنه في مناسبات متعددة: _ الاسراع بتطوير تكنولوجيات الإنتاج قصد الحد من الانبعاثات وتصريفها بطريقة لا تؤثر على صحة ساكنة الإقليم والمدينة. _ الإسهام في خلق دينامية إقتصادية محلية من شأنها إحداث فرص شغل تقلص من نسب البطالة المرتفعة في صفوف الشباب. _رفع اليد عن استعمال الماء الصالح للشرب لأغراض صناعية وإحداث محطة لتحلية مياه البحر، ومحطة معالجة المياه العادمة. _ الإسهام في تطوير العرض الصحي من خلال المساهمة في بناء قسم المستعجلات، مع الاسراع في إخراج مستشفى الشيخ زيد إلى حيز الوجود. _ تنفيذ التعهدات الملتزم بها مع جماعة أسفي وخاصة تهيئة غابة إيلان، العرعار، الكارتينك، والشطر الثاني من تهيئة المطرح القديم، وكذا المساهمة في تتمت الشطر الثاني من الكورنيش. إن المطلوب من هذه المؤسسة هو التفاعل الإيجابي مع نبض الناس في اللحظات التي تكون فيها المطالَب معقولة ومقدور على تحقيقها، لإن ما قد يكون مقنعا ومقبول لدى الناس اليوم لن يكون بالضرورة مقنعا غدا، وحجم عدم الرضا يتسع كلما تأخر التجاوب المطلوب.