توالي حالات نشوب النيران في عدد من المحلات التجارية والممرات المحيطة بساحة جامع الفنا في المدة الأخيرة، دفع تجار ومهنيي الساحة التاريخية بمدينة مراكش إلى مراسلة والي جهة مراكشآسفي من أجل مطالبته بالتدخل السريع من أجل إيجاد حل للمشكل وتجديد المعدات الكهربائية التي كانت وراء جل حالات اشتعال النيران. وطالبت رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية بمنطقة جامع الفنا ومحيطها، ولاية الجهة بأخذ الموضوع مأخذ جد، لافتة إلى أنه "آن الأوان لضرورة النظر مليا في هذه الوضعية المعضلة الشائكة والخطيرة بمزيد من الأولية والصرامة والحزم والاستباقية، بارتباط تام مع تخطي وتجاوز كل التدخلات والحلول والمقاربات النسبية والنمطية والظرفية التي أثبت عدم فعاليتها ونجاعتها"، وفق تعبير المراسلة التي حصلت جريدة "العمق" على نسخة منها. وشدد المصدر على أن "الخطورة المقترنة بالخوف والهلع والترقب لدينا تبقى مستمرة وقائمة في كل وقت وحين، صيفا بقيظه وحرارته، أو شتاء ببرودته وهطول أمطاره، دون ذكر آفات الانقطاعات التي تحدث بين الفينة والأخرى وتتسبب هي الأخرى في خسائر مادية للعديد من الأصناف التجارية، والمهنية بهذه المنطقة". ودعت المراسلة ولاية الجهة بالتدخل العاجل والفوري من أجل إنهاء ما أسمته "كابوسا يوميا مازال جاثما على قلوبنا، ويقض مضجع التجار والمواطنين والزوار على حد سواء"، كما دعت إلى استبدال وتغيير الشبكة الكهربائية القديمة والمتهالكة بشكل جذري، وتكمين المنطقة السياحية الكبرى بأسواقها وفضاءاتها التجارية والمهنية من بينة تحتية حديثة وعصرية تستجيب لمعايير السلامة والجودة العالية. وأوضحت المراسلة أنه في المدة الأخيرة توالت حالات مريبة ومفزعة من نشوب حرائق متفرقة وفي مدد قصيرة بمحلات تجارية وممرات متواجدة بمنطقة جامع الفنا، وبعض الأسواق والفضاءات التجارية المحيطة بها، مرجعة السبب الرئيسي في كل تلك الحوادث إلى "الوضعية الكارثية والمنذرة بالخطر الداهم لشبكة الأسلاك الكهربائية الموصلة للإنارة بهذه المناطق، والتي أصاب معظمها القدم والتلف والاهتراء والتهالك". ويشار إلى أن ساحة جامع الفنا التي تعتبر القلب النابض لمدينة مراكش ومركزها التجاري والسياحي، شهدت في الأيام الأخيرة بالتزامن مع موجة الحرارة التي شهدتها المدينة حالات متكررة من نشوب حرائق، آخرها اندلاع النيران في علبة التزويد الكهربائي الخاصة بالزبناء بالساحة أول أمس الخميس، نتيجة تماس كهربائي عزته الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء "راديما" إلى الضعط المتزايد وغير المتحكم فيه من طرف المستهلكين. وأضاف بيان الوكالة توضيحا للحادث أن "سبب الحريق لا يخص المولد الكهربائي ولا الأجهزة الخاصة بالوكالة بل الضغط المتزايد على علبة التزويد الخاصة بالزبناء، فبعد استبدالها من طرف كهربائي مرخص له بطلب من المعنيين وتحت إشراف تقنيي الوكالة، قامت هذه الأخيرة بإعادة التزويد من جديد بالتيار الكهربائي". إلى ذلك، عقدت الوكالة أمس الجمعة لقاءً مستعجلا مع مجموعة من فعاليات المجتمع المدني بساحة جامع الفنا، لمناقشة المشكل وتقديم التوضيحات اللازمة والوقوف على أسباب الحوادث المتتالية، وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنة مختلطة بمشاركة فعاليات المجتمع المدني بالساحة والوكالة، لتشخيص جميع الاختلالات الكهربائية والتقليل من مخاطرها المحتملة، حيث ثم الاتفاق على أن تشرع هذه اللجنة في اشغالها يوم 13 غشت الجاري، على ان يعقد اجتماع موسع مع فعاليات المجتمع المدني بالساحة، بعد شهر لتقييم الحصيلة والإجراءات اللازمة الخاصة بكل طرف. كما تم الاتفاق على تنظيم حملات تحسيسية حول المخاطر الكهربائية وحسن استعمال الكهرباء من طرف الزبناء بالساحة وكذلك تنظيم أيام دراسية حول : ترشيد استهلاك الكهرباء وتقديم النصائح التقنية اللازمة من أجل صيانة افضل للكهرباء والتجهيزات الخاصة بالزبائن بساحة جامع الفنا بمراكش حسب القوانين الجاري بها العمل، إضافة إلى مواكبة وتتبع جميع المقترحات التي تقدمت بها فعاليات المجتمع المدني خلال هذا الاجتماع.