تعيش ساكنة مدينة آسفي منذ يوم الخميس الماضي حالة من الاختناق بسبب تسربات غازية كثيفة من مداخن أحد المصانع الكيماوية التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط المتواجدة بالحيز الترابي للمدينة. وشهدت الأيام من الخميس إلى السبت الماضيين انبعاثات كثيفة من المعمل المذكور قبل أن تتناقص نسبيا أمس الأحد واليوم الاثنين، دون تسجيل أي تدخل للسلطات والمؤسسات المعنية من أجل وقف حالة الاختناق التي تعيشها المدينة وترتيب المسؤوليات واتخاذ القرارات اللازمة. إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة ارتفاع عدد الوافدين على مستعجلات المستشفى الإقليمي محمد الخامس بسبب مضاعفات الحادث، خصوصا الذين يشتكون من الأمراض التنفسية والحساسيات، جلهم من القاطنين بالمنطقة الجنوبية لمدينة آسفي، وفق ما أفادته المصادر ذاتها. وفي هذا الصدد، تقدم ثلاث نواب برلمانيون عن حزب العدالة والتنمية بملتمس كتابي لكاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة، أكدوا من خلاله تعرض عدد من المواطنين للاختناق جراء الانبعاثات الغازية التي شهدتها المدينة أيام الخميس والجمعة والسبت، ونقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي. وأضافت الوثيقة التي اطلعت جريدة "العمق" على مضمونها، أن مثل هذه الحوادث الصادرة عن المركب الشريف للفوسفاط تتكرر باستمرار دون أن يقوم مسؤولو المركب بأية إجراءات لوضع حد لهذه المعاناة، مشددة أن إدارة المؤسسة المذكورة سبق وأن وعدت باعتماد تكنولوجيا حديثة لمعالجة الانبعاثات، وهي الوعود التي لم ير لها المواطن أي أثر في الواقع لحد الآن، وفق تعبير النواب البرلمانيين. والتمس النواب الثلاثة في سؤالهم المكتوب إلى كاتبة الدولة نزهة الوافي التعجيل بإيفاد لجنة من المختبر الوطني لقياس جودة الهواء بآسفي، وكذا اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات عاجلة لوضع حد لمعاناة الساكنة مع الانبعاثات الغازية المتكررة.