(1) لم أؤمن يوما بالفصل بين قضايا العرب والمسلمين، فقضاياهم واحدة، لأن مصيرهم ومسيرهم واحد.. هكذا بكل بساطة.. تاريخيا، عاش العرب قبل الإسلام ممزقين ومفتتين رغم العوامل الكثيرة التي كان من المفروض ان تجمعهم كاللغة (العربية)، والوطن (الجزيرة العربية)، والتحديات الداخلية (الضعف والفقر والعوز والتخلف والحروب الدائمة)، والخارجية (سيطرة فارس والروم).. يبدو ان هذه العوامل – رغم أهميتها – لم تكن كافية وحدها بحال من الأحوال لتؤسس لنهضة عربية حقيقية تُلْحِقُ العرب بركب الحضارات والمدنيات المتقدمة في حينه.. كانوا بحاجة إلى ما هو أعظم من هذه العوامل كلها. او فلنقل، كانوا في أمس الحاجة إلى "محرك" يُحَوِّلُ هذه العوامل إلى أدوات تحقق نُقْلَةً نوعية تنتشلهم من القاع السحيق، وتضعهم على قمة عرش القيادة والسيادة بالمعنى الكامل للكلمتين.. تاريخيا أيضا، لم يكن لهذه النهضة ان تتحقق ولا لهذه النقلة النوعية ان تقع، لولا شمس الإسلام التي أشرقت في سماء العرب فنقلتهم من ذيل القافلة، ووضعتهم على قمة المجد الذي فتح لهم أبواب الدنيا فصاغوها بلون الإسلام العظيم، وأقاموا في رحابها أعظم دولة وأكرم حضارة في حياة العالمين.. عرف الغرب هذا السر، ورصدوا تحولاته وتطوراته وتجلياته منذ مراحل الإسلام الأولى، وزاد رصدهم لهذه (الظاهرة الإسلامية العملاقة) بعد انتشارها في أرجاء العالم القديم كله، فحشدوا لمواجهتها كل الطاقات، وحركوا كتائبهم العسكرية والفكرية في كل اتجاه لدراسة أسباب هذا التحول المفاجئ لقوم لم يكن لهم وجود، أصبحوا في فترة زمنية قصيرة أمة ملأت بصر وسمع الوجود بما قدمته من خدمات جليلة للإنسانية على مدى خمسة عشر قرنا من الزمان، رفدت خلالها البشرية بمنظومات أخلاقية وقيمية أصبحت بها مهوى قلوب الأمم والشعوب على اختلاف اديانها واعراقها.. عرف الغرب ان سبب هذا التحول المعجز في حياة الامة العربية هو ما حققه الإسلام فيها من تحولات عميقة على مستويين. الأول، بناء الانسان، ونقله من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان وظلم السلطان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخرة.. أصبح العربي الذي كان أقصى ما يتمناه ويحلم به، موضعُ كَلأٍ لماشيته على رداءته، ونبعُ الماء على قِلَّتِهِ ومرارته، وتوفرُ لقمة عيش على بؤسها، وحيازة سيف وفرس يؤمِّنان له غزو أخيه العربي وشريكه في شظف العيش وقسوة الصحراء، مع ما يجسده ذلك من انحطاط لا يقبل به عاقل، أصبح هذه العربي الذي لم يتجاوز حلُمُه ارنبة انفه، وقسى قلبه فكأنما قُدَّ من صخر، أصبح صاحب رسالة عالمية رَفَعَتْ الانسانَ إلى اعلى المراتب عقيدة وعبادة وخلقا ومعاملات وسلوكا وفهما ورحمة، فَلانَ قلبُه رحمة ورأفة بعباد الله من بني الانسان، ودمعت عينه لسماع طفل يبكي، وَسَمَتْ روحه فكأنما هو ملاك يدب على الأرض، وَرَقَّتْ مشاعره واحاسيسه حتى كأنها النسيم الذي يغمر وجه الأرض بعبقه وروعته وجلاله وجماله.. ببساطة، العربي الذي لم يتجاوز حلمه في جاهليته كما قلت ارنبة انفه، أصبح حلمه بعد الإسلام لا يرضى بما دون النجوم.. اما المستوى الثاني، فقد نقل الإسلام العرب من فتاتٍ ممزقٍّ ومبَعْثَرٍ وفاقدٍ لكل مقومات الحياة، وعاجزٍ عن ان يكون له حضور مهما كان نوعه، إلى أمة واحدة ذات رسالة خالدة، امتلكت ناصية النجاح مع الله ومع الناس ومع النفس.. انصهر العرب في وعاء حضاري فريد، أصبحوا معه امة موحدة روحيا ونفسيا وفكريا وسياسيا وجغرافيا، وانخلعوا من خلاله من كل ما ورثوه من دعوى الجاهلية التي جعلتهم ولقرون طويلة نسيا منسيا لا تحس منهم من أحد او تسمع لهم رِكْزا.. (2) عرف الغرب كل هذه الحقائق، فسعى جاهدا ليُعيد العرب كما كانوا قبل الإسلام أوصالَ شِلْوٍ ممزّع، وكَمّاً مُهملا لا قيمة له ولا وزن، فكان لا بد من إحداث فِصَامٍ نَكِدٍ بينهم وبين الأسباب التي جعلت منهم أعظم امة في التاريخ.. يجب ان نعترف ان الغرب قد نجح نجاحا غير متوقع في إعادة العرب إلى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء، فيها كل ما كان في الجاهلية الأولى من شتات وفرقة، وتخلف وصراع، واستبداد وفساد، وانحطاط أخلاقي وقيمي، وذل وهزيمة ومهانة، وغياب عن ساحة الفعل المحلية والإقليمية والدولية، وضياع للبوصلة وفقدان للهوية الدينية والقومية والوطنية.. جاهلية فيها كل ما كان في الجاهلية الأولى ما عدا شيئا واحدا وهو عبادة الاصنام، التي استبدلها العرب اليوم بأصنام من نوع آخر أشد فتكا بهوية المسلم، وأكثر خطرا على عقيدته ودينه.. في ظل هذه الجاهلية العربية المعاصرة، أصبح الإسلام مجرد شعائر لا علاقة لها بالحياة، ولا صلة لها بالوجود، فسقطت بلاد العرب في يد الاستعمار الغربي الحديث لعقود طويلة انتهت بهزيمته أمام الثورات الإسلامية في طول البلاد العربية والإسلامية وعرضها.. لكنه لم ينسحب من شرقنا العربي والإسلامي إلا بعدما ضمن أمورا، من أهمها، أولا، تمزيق الامة والجغرافيا العربية والإسلامية بموجب اتفاقيات استعمارية خبيثة كاتفاق (سايكس – بيكو) وغيرها.. ثانيا، نقل السلطة في هذه الدويلات لملوك وحكام هم أقرب لملوك الطوائف عشية خراب الاندلس، والحرص على حمايتهم ورعاية شؤونهم في الصغيرة والكبيرة.. ثالثا، السيطرة على كل ثروات هذه الممالك والدويلات فلا يتم التصرف بها الا بأوامر مباشرة وغير مباشرة من دوائر صنع القرار في الغرب، والحرص على أن تظل شعوب هذه الدول مستهلكة وغير منتجة، ومعتمدة في استهلاكها هذا في غذائها ودوائها وسلاحها على الغرب فقط. رابعا، تحريض هذه الأنظمة ضد القوى الحية في الامة العربية والإسلامية، خصوصا ضد الإسلاميين الذي يريدون ان يعيدوا الامة إلى عهود عزها وقوتها وحضورها على الساحة الدولية.. (3) اغرب ما في هذا المشهد العربي الهزلي، المبكي والمضحك، هو أن الغالبية الساحقة من الأمة العربية وانظمتها الحاكمة مؤمنة بأن الوضع الذي تعيشه هو النقيض الكامل لما يجب ان تكون عليه، وتتحدث عن الاتفاقات الاستعمارية على اعتبارها مؤامرة كبرى حاكتها دول الاستعمار والاستكبار وما زالت، من اجل إحكام السيطرة عليها ومنع نهضتها الحقيقية!! السؤال الذي يفرض نفسه: إذا كانت هذه هي قناعة الشعوب والأنظمة، فلماذا هذا الرضى ب- "المؤامرة" الكبرى"، ولماذا هذا السعي الحثيث، بل والدفاع بحد السيف، للمحافظة على مكتسباتها السامة ونتائجها المدمرة؟!!! الجواب على هذا السؤال ليس صعبا، فالأنظمة العربية في اغلبها الساحق تبع لدول الغرب التي تحميها، فهي لم تنبت من تربة اوطانها، ولم تأت بإرادة شعوبها. وعليه فكل همها هو البقاء على كرسي السلطة وتوريثها للأبناء والاحفاد سواء كانت أنظمة ملكية او "جملكية"، أعني جمهورية – ملكية.. يتبع ذلك احتكار الثروة بعد احتكار السلطة، والذي يعني تحول الدول العربية إلى "عِزَبٍ" يتصرف بها الحاكم وحاشيته كما لو كانت ملكا خاصا لا يُسأل صاحبها عما يفعل.. أما القوة الغاشمة، والعنف الدموي، والبطش الوحشي، والدكتاتورية الفاحشة، والاستبداد الأحمر، فهي الأدوات التي تستعملها هذه الأنظمة لإحكام سيطرتها وتحكمها وضبطها لشعوبها.. فتغيب العدالة والمحاسبة والمراقبة، وتنعدم مساحات الحرية، وتُصْلَبُ الإرادة الشعبية، وتُكسر الأقلام الحرة، وتُكمَّمُ الافواه الناطقة بالحق، ويُعتقل العقل المبدع، ويُحبس الوعي المشرق، وَتُجَرَّفُ الثقافة المتنورة، ويُسجن الأحرار، وتنطلق الغرائز، وتطفو على سطح المستنقع مجموعات المنتفعين، ويكثر الزبد ويختفي الخير او يكاد، وإن اقتضت الضرورة أُبيد الشعب، ودُمِّرت المدن والقرى والحواضر العامرة، ونُسِفَتْ الحضارة، حتى تصبح قاعا صفصفا لا ترى فيها عِوَجاً ولا أَمتاً.. أمام هذا التغول السلطوي الدموي تقف أغلبية الشعوب العربية عاجزة عن فعل شيء رغم انها الضحية الأولى لهذا الوضع البائس، إلا من محاولات – تم الاجهاز عليها سريعا – قامت خلالها شعوبٌ في قليل من الدول العربية، بالثورة سلميا ضد جلاديها نجحت في إسقاط بعضهم، ولم تنجح في بعضهم الآخر، وما زالت تخوض معركة وجودية في مواجهة بعضهم الثالث.. كان من نتائج هذا الوضع البائس ان سقطت فلسطين بما فيها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك في يد الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيش في هذه المرحلة من السقوط العربي والإسلامي الحر، شهر عسل لم يتوقعه في أكثر أحلامه وردية، الأمر الذي هيأ له فرصة نادرة للإجهاز الكامل على القضية الفلسطينية، وإقامة "إسرائيل الكبرى" في كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، بدعم امريكي – أوروبي – عربي واضح وفاضح وغير مسبوق في وقاحته وصلفه وجرأته.. (4) كنت أتوقع ان يكون الوضع في فلسطين مختلفا لاعتبارات لا تخفى، فالاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأرض الفلسطينية يسابق الزمن لفرض واقعه الصهيوني على كل شبر من فلسطين التاريخية حتى لا يبقى أي أمل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وقد نجح في ذلك إلى أبعد حد.. توقعت ان يلتف الفلسطينيون قيادة وفصائل وشعبا حول قضيته، وان يتفقوا على برنامج موحد لمواجهة الاحتلال وهزيمته، بغض النظر عن الموقف العربي والدولي.. إلا ان واقع الحال منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى الآن، يشير إلى أن الأمراض الفتاكة التي أصابت الأمة العربية في مقتل، هي ذاتها التي أصابت الشعب الفلسطيني أيضا، وتوشك ان تفتك بقضيته وتقتل حلمه في الحرية والاستقلال.. أنا أومن أن فلسطين لن تتحرر، وأن القدس والاقصى لن يعودا إلى حضن الأمة العربية والإسلامية، إلا إذا تحررت مكة والرياض، والقاهرة ودمشق وبغداد، تحت راية الإسلام الذي وحد الامة قديما، فأصبحت أعظم أمة، من احتلال الأنظمة الجاثمة على صدرها والمتحكمة بمصائرها، والمانعة لنهضتها ووحدتها.. لذلك كان استغرابي صارخا عندما قرأت خبرا جاء فيه أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هنأ نظيره المصري الانقلابي المجرم السيسي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة لما سماها "ثورة 30 يونيو المجيدة" (الانقلاب)!!!!، والتي مهدت لتنفيذ أكبر وأخطر مؤامرة ضد مصر وتجربتها الديموقراطية الوليدة، وأن يعرب عن "ثقته ان مصر بقيادة السيسي (العميل الصهيوني ومجرم الحرب)، ستظل حصن الامة وقلعتها الصامدة في وجه التحديات؟!!!!"… هل جاءت تهنئة (أبو مازن) للسيسي من باب (ساير العَيّار لباب الدار)، وحمايةً للمصالح الفلسطينية العليا، أم انها عبرت حقيقة عن قناعة الرئيس الفلسطيني بشرعية الانقلاب بسبب ما يكنه من عداء للإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام، فالتقى بذلك مع ترامب ونتنياهو والسيسي وبن سلمان وبن زايد وبشار الأسد وغيرهم من أعداء النهضة العربية والإسلامية.. المتابع لموقف (محمود عباس) تجاه ثورة 25 كانون ثاني/يناير ونتائجها منذ انطلاقها وحتى الآن، لا يحتاج إلى ذكاء خارق لاكتشاف عمق العداء الذي يكنه الرجل لأي تغيير ثوري في الامة خصوصا إذا جاء بالإسلاميين إلى الحكم، ولذلك كانت فرحته وفرح حركته (فتح) بنجاح انقلاب السيسي وزبانيته، غامرة، ولا استبعد أن كثيرا من اعوانه قد وزعوا كؤوس "الشربات!!" احتفاء واحتفالا بهذا "النصر" على الاخوان.. كنت مستعدا لتفهم عدائه للإخوان المسلمين (لا أدري لماذا؟!!)، لو أنه نجح في الفصل بين هذا العداء، وعلاقته بحماس أكبر الفصائل واكثرها شعبية في فلسطين والخارج، فعمل معها بإخلاص وصدق في سبيل النهوض بمشروع متفق عليه لمواجهة المشروع الصهيوني السرطاني.. إلا أنه – مع الأسف – فشل فشلا ذريعا في الفصل بين عدائه للإخوان في الخارج وعدائه للإخوان داخل فلسطين، الأمر الذي بات يهدد المشروع الوطني الفلسطيني برمته.. الحقيقة ان لدي مشكلة عويصة في الاقتناع بأهلية زعيم فلسطيني يرى في مؤامرة "30 حزيران 2013″ و " انقلاب 3 تموز 2013″ في مصر، " ثورة مجيدة!!!"، ويُعَبِّر عن "ثقته ان مصر بقيادة السيسي، ستظل حصن الامة وقلعتها الصامدة في وجه التحديات؟!!!!"، متجاهلا المآسي التي تسبب بها الانقلاب العسكري، والتراجع الخطير في دور مصر الإقليمي والدولي، والعمالة الصريحة للصهيونية.. (5) كلما مَرَّ بي طيف ثورة 25 كانون ثاني/يناير في مصر، وما تلاها من انقلاب عسكري دموي لقي دعما شاملا من تحالفٍ صهيونيٍّ – امريكيٍّ – سعوديٍّ – إماراتيٍّ، ازداد معها شعوري بالقلق الممزوج بالأمل.. اما القلق فمنبعه الخوف من ان تتحول الثورة في مصر وغيرها الى مجرد حلم وردي في تاريخ مصر والأمة لا أكثر، مما يُعتبر رِدَّةً يمكن أن تُدخل المنطقة في نفق مظلم لطالما حلمت بالخروج منه.. وأما الأمل فمنبعه هذا الإصرار لدى قوى الثورة بلا استثناء على الاستمرار في حمل شعلة الثورة في مواجهة أنظمة امتهنت الاجرام والقتل والعمالة بشكل غير مسبوق. على قوى الثورة في فلسطين وفي مصر وفي الامة العربية ان تكون في منتهى الحذر والانتباه من مغبة الانجرار إلى ساحة السيد المستبد، والابتعاد ما استطاعت عن محاولاته المكشوفة لإرجاع (القطيع) إلى حظيرته من خلال تقديم تنازلات محدودة لا تهدم بيت السيد تماما، ولكنها تغير في طلاء جدرانه وترتيب غرفه على أكثر تقدير… الشعب يجب ان يسعى إلى تغيير النظام وليس إصلاحه، وهذا هو الذي يصنع الفرق ويحقق المعجزة، ويحرك أخيرا (أبا الهول) الذي ارتبط سكونه آلاف السنين بسكون الشعب المصري والشعوب العربية، حتى قيل: "إنْ تَحَرَّكَ أبو الهول، فيمكن للشعب المصري والشعوب العربية أن تتحرك) … الذي حصل أن شعوبا عربية في أكثر من بلد تحركت، وإن ظلَّ (أبو الهول) في سكونه، لأن الشعب قد وعى أخيرا قواعد اللعبة… (6) خلاصة القصة، أدوات السيد لا يمكن أن تهدم بيت السيد، خصوصا حينما يكون الأمر متعلقا بتغييرات جذرية تقلب الأوضاع رأسا على عقب، بالمعنى الإيجابي طبعا، وإلا فلا فائدة … فالمطلوب ليس تغيير استبداد باستبداد آخر، (فملة الكفر واحدة) كما يقال. الثورات العربية ومنها المصرية كانت مع الأسف ثورات "داخل نص النظام" واحتكمت في إدارتها للدول التي نجحت فيها الثورة ل – "أدوات السيد"، فلم تعمل على هدمها لمصلحة أدوات جديدة تمثل أهداف الثورة، وتحمي مؤسساتها.. لذلك أخفقت في تحقيق أهدافها كما أرادت. **** الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني