منذ سنوات لم نشاهد انخراط القنوات العمومية وأخص بالذكر القناة الثانية 2M في طرح المشاكل والقضايا الكبرى التي تخص الشعب المغربي وعلاقته بالتسيير الحكومي ، حيث دائما ما يحاول الإعلام تغطية أو تجاهل كل ما سيمس من قيمة وهيبة الحكومة ووزرائها . الذي يستغربه العديد سواء من جانب الحكومة أو من جانب الشعب هو الربورتاج الذي أعدته قناة 2M هذا الأسبوع ، حول موضوع المقاطعة ، والذي لم يكن على بال أحد أنها قد ستقدم على هذه الخطوة الجريئة . ولكن الذي يجب فهمه أن القائمين على القناة قد استشعروا مؤخرا أن هناك احتمالية كبيرة في إمتداد سيول المقاطعة نحوها خصوصا وأنها تراهن في شهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام قلائل على الرفع من منسوب نسب المشاهدة التي ستجنبها خسائر فادحة هي في غنى عنها . لانها في العديد من المناسبات أقدمت على تحدي الملايين من الأسر المغربية ، بعرضها للعديد من البرامج والمشاهد الخادشة للحياء والتي لا علاقة لها لا بتربيتهم وأخلاقهم ولا بمرجعيتهم الدينية وخصوصيته .. ولعل الأيام القادمة أو الشهور القادمة ستكون حافلة بالعديد من المفاجئات والتطورات سواء تعلق الأمر بالجانب الحكومي أو بجانب الشعب المغربي الذي لا يقبل لا الذل ولا نعته بالمداويخ والخونة .. فهو شعب حر وسيبقى حرا في اتخاذ قرارته . فالحذر ثم الحذر أيتها الحكومة ويا أيها السياسيون فسيناريو قد (فهمتكم) و (فاتكم القطار) قد يعيد نفسه في أي وقت من الأوقات ، فللصبر حدود فلا أنصحكم باختبار صبر الشعب المغربي ، فسياسة الترهيب والاعتقالات وتكميم الأفواه وتقييد الحريات لن تجدي كثيرا ، بل ستصب المزيد من الزيت على النار ، وفي التاريخ العديد من العبر. فاللعب بالوطن بهذا الشكل ومحاولة استفزاز أبنائه الأوفياء المخلصين لأمر مرفوض ، ولعل الاشكال الراقية التي يعبر بها الشعب المغربي تبين عن علو كعبه ومدى ذكائه ونضجه وحكمته التي فاقت عقل حكومتنا الموقرة التي لم يتبقى منها سوى الاسم فقط .