حققت حركة النهضة الاسلامية فوزا كبيرا في الانتخابات البلدية الهامة التي انتهت في تونس، مساء أمس الأحد، وهي أول انتخابات محلية تشهدها البلاد منذ ثورة 2011، كما أنها تعتبر مؤشرا بالغ الأهمية على الشعبية التي يتمتع بها كل فريق سياسي. وحصدت "النهضة" فوزا كبيرا في 12 بلدية من أصل 16، كما فازت بالبلدية الأهم وهي بلدية العاصمة، فيما حلت حركة "نداء تونس" التي يتزعمها الرئيس الباجي قائد السبسي ثانياً بعد النهضة، بينما مني اليساريون والقوميون بهزيمة كبيرة أمام كثافة التصويت للحركة الاسلامية. وأفاد التلفزيون الرسمي التونسي بأن التقديرات الأولية تشير إلى تصدر "حركة النهضة" نتائج البلديات، وبحسب التلفزيون، فإن النهضة متقدمة ب27.5 في المئة من الأصوات، يليه "نداء تونس" ب22 في المئة، فيما أكد مسؤولون من حزب النهضة أن النتائج الأولية أظهرت فوز حزبهم في الانتخابات. وقال القيادي في النهضة، لطفي زيتون، بعد فرز الأصوات في مراكز الاقتراع: "النهضة فاز في الانتخابات متقدما على نداء تونس بفارق يصل 5 في المئة.. فوزنا هو تتويج لانفتاح النهضة، وبحثها عن التوافق والنهج الديمقراطي". بالمقابل، أقر القيادي في نداء تونس برهان بسيس بتقدم النهضة على النداء، بفارق من ثلاثة الى خمسة بالمئة. وانطلقت الانتخابات، صباح أمس الأحد، بعد أن فتحت أبوابها في حدود الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، في المحافظاتالتونسية كافة، حيث تتنافس أكثر من 2000 قائمة في مختلف المحافظاتالتونسية. وفي هذه الانتخابات، فازت سيدة بمنصب رئيس بلدية مدينة تونس العاصمة، وذلك بفضل حركة النهضة الإسلامية التي حصدت أغلب الأصوات هناك وفازت بالانتخابات المحلية، وهي أول انتخابات محلية في تونس منذ ثورة 2011. ورشحت حركة النهضة سعاد عبد الرحيم لتتولى منصب شيخ المدينة في تونس (رئيسة المجلس المحلي)، وتمكنت من الفوز في هذه المنافسة الانتخابية، لتكون بذلك سعاد هي أول سيدة تشغل هذا المنصب في تاريخ تونس، وتكون قد وصلت إلى منصبها هذا بفضل حركة النهضة الإسلامية. وسعاد عبد الرحيم هي عضو المكتب السياسي لحركة النهضة التونسية، ومرشحة الحركة للمنافسة على رئاسة بلدية تونس العاصمة. وهذه هي المبادرة الأولى من نوعها في تونس، حيث ستكون السياسية سعاد عبد الرحيم أول امرأة ترأس بلدية تونس العاصمة، أو ما يُعرف باسم "شيخ المدينة". وسبق لحركة النهضة أن رشحت سعاد عبد الرحيم على رأس قائمتها بدائرة تونس خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011، وكان خبر ترشيحها آنذاك مفاجأة لجميع التونسيين باعتبارها غير منتمية للحركة، وهي سياسية مستقلة وغير محجبة.