انخرطت مجموعة كبيرة من سيارات الأجرة الصغيرة بتطوان، في حملة المقاطعة الواسعة لبعض المنتجات التجارية بالمغرب، حيث أعلن مهنيو القطاع بالمدينة، عن مقاطعتهم لشركة المحروقات المعنية بالحملة، منددين بما وصفوه "شجع" شركات توزيع المحروقات في المغرب. ووضع سائقو سيارات الأجرة المنضوين تحت لواء نقابة مهنيي سيارة الأجرة بتطوان التابعة للاتحاد الوطني للشغل، ملصقات "المقاطعة" على الواجهات الزجاجية الخلفية والجانبية لسياراتهم، جاء فيها: "من يوقف احتكار وجشع شركات توزيع المحروقات في المغرب ..وما سبب هذا الصمت الرسمي في ظل انخفاض الأسعار عالميا؟". عبد الإله حلحول، عضو نقابة مهنيي سيارات الأجرة بتطوان المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، أوضح لجريدة "العمق"، أن النقابة ونيابة عن كل السائقين المنخرطين بها، "تشجب الزيادات المتتالية في المحروقات"، مشددا على أن السائقين قرروا مقاطعة جميع محطات الشركة المعنية بالمقاطعة، مطالبا ب"دعم الغازوال المهني التي لم توفي به الدولة تجاه المهنيين"، حسب قوله. وبدأت حملة المقاطعة الواسعة لمنتوجات استهلاكية بسبب غلاء أسعارها، ترخي بظلالها على معاملات البيع بالأسواق الممتازة بعدة مدن، حيث أوضح مصدر مسؤول لجريدة "العمق"، أن الطلب تراجع بشكل كبير على منتوجين استهلاكيين من الحليب والماء المعدني بهذه الأسواق، فيما كشف مجموعة من أصحاب "البقالة" أن عددا كبيرا من الزبناء يتحاشون شراء المُنتجات المقاطَعة، كما تداول نشطاء صورا تظهر فروع محطة المحروقات المعنية بالمقاطعة وهي فارغة من الزبناء. واستأثرت المقاطعة باهتمام كبار المسؤولين بالمملكة، بعدما خرج وزير الفلاحة عزيز أخنوش المعني الأول بتلك الحملة عن صمته، وفضل الرد بطريقته الخاصة، حيث قال في كلمة له أثناء ندوة صحفية عقدتها مجموعة "سنطرال" لإنتاج الحليب ومشتقاته على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إن قطاع الحليب يُشغل أزيد من 447 ألف عامل، وهؤلاء لن توقفهم عن عملهم لا أنترنت ولا أي شيء آخر. وكان وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، قد قال في كلمة له خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس المستشارين، الثلاثاء المنصرم، إن الشركات التي يطالب بعض "المداويخ" بمقاطعتها مهيكلة وتشغل عدد من المواطنين، وتدفع الضرائب، داعيا إلى ضرورة تشجيع المنتوجات والمقاولات الوطنية، حسب قوله. وأثار وصف "المداويخ" الذي أطلقه الوزير التجمعي من داخل قبة البرلمان، على المغاربة المنخرطين في حملات واسعة لمقاطعة بعض المنتوجات الاستهلاكية بسبب غلاء أسعارها، غضبا واستياءً عارمين من طرف نشطاء وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر وسم "كلنا مداويخ" بشكل لافت على موقع فيسبوك، ضمن منشورات تضمنت صورا وتعليقات تهاجم الوزير بوسعيد وتصفه بأنه يعاكس هموم المواطنين مع غلاء الأسعار ويساند "جشع" الشركات الكبرى، فيما أكد النشطاء استمرارهم في حملة المقاطعة بشكل أقوى خلال الأيام المقبلة. بالموازاة مع ذلك، أطلق نشطاء مغاربة عريضة دولية على موقع "أفاز" العالمي، لمطالبة الوزير التجمعي بالاعتذار للشعب المغربي، بعد أن وصف المشاركين في حملة المقاطعة ب"المداويخ"، وبعد أن أشاد بالشركات المعنية ودعا إلى تشجيعها. الحملة اعتبرها البعض مبادرة حميدة ويجب مساندتها من أجل "وقف جشع أصحاب المال"، فيما اعتبر البعض الآخر أنه لا ينبغي الحديث عنها لكون الجهة التي دعت إليها غير معروفة.