فرض الوفد الاستقلالي الذي زار بنكيران مساء السبت، صمتا مطبقا عن فحوى اللقاء الذي جمعهما برئيس الحكومة في بيته، حيث "تهرب" الوفد المكون من محمد السوسي الموساوي وحمدي ولد الرشيد وبوعمر تغوان من الإجابة عن أسئلة الصحافيين الذين كانوا يتواجدون بمحيط بيت بنكيران. ولجأ الوفد الاستقلالي إلى حيلة من أجل تفادي الصحافيين، حيث امتطوا سيارتهم داخل فيلا بنكيران وخرجوا مسرعين بهدف عدم ترك أي فرصة للصحفيين من أجل استفسارهم عن فحوى الجو العام الذي دار فيه اللقاء، فيما أشارت مصادر مطلعة أن قيادات الاستقلال لجأت ل "حكمة الصمت" من أجل تيسير مهمة تشكيل الحكومة. وكان الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، قد قرر تكليف القيادات المذكورة بأمر مواصلة المشاورات مع رئيس الحكومة في شأن تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك "بهدف تفويت الفرصة على المتربصين بالحزب وإفشال جميع المحاولات الهادفة إلى إضعاف الحزب وتطويع مواقفه"، بسحب ما تم الإعلان عنه في المجلس الوطني للحزب. وسبق للحزب أن أعلن عبر مجلسه الوطني عن تجديده التأكيد على مشاركته في الحكومة المقبلة، معبرا عن "تجاوبه الفعلي للعمل إلى جانب القوى الوطنية الديمقراطية بدون اشتراطات بما يخدم المصلحة العامة للبلاد، ويعطي للديمقراطية مدلولها وعمقها الحقيقيين بغض النظر عن موقع الحزب فيما سيجري ويُستجد". وأوضح الحزب في بلاغ له بعد انتهاء أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، أن عبد الإله بنكيران ومن خلاله حزب العدالة والتنمية سيجد في حزب الاستقلال سندا سياسيا قويا وداعما فعليا سواء داخل المؤسسة التشريعية أو في الممارسة السياسية بصفة عامة، مشيرا أن حزب الاستقلال يعتبر نفسه جزء من الأغلبية البرلمانية أيا كانت التطورات المرتبطة بتشكيل الحكومة المقبلة. وكشفت مصادر متتبعة أن اللقاء الذي جمع بين بنكيران والقيادات الاستقلالية المُفوض لها أمر مواصلة المشاورات مع رئيس الحكومة، سيكون حاسما جدا في بلورة رئيس الحكومة لموقف نهائي بشأن مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، وذلك بعد التصريحات الأخيرة لشباط والتي قلبت موازين المفاوضات رأسا على عقب، مشيرة أنه من المنتظر أن يعلن بنكيران قريبا عن موقفه الرسمي من استمرار الاستقلال ضمن التحالف أو فك الارتباط به.