احتضنت مدينة أكادير الدورة الثالثة مهرجان أكادير الدولي لفنون الأداء نهاية الأسبوع الماضي. المهرجان يمزج بين ما هو مسرحي وثقافي فني في نفس الآن تحت شعار "الجداريات ذاكرة المسرح". وتقوم فكرة هذا المهرجان الفني ضمن ما يصطلح عليه ب "فنون الأداء"، قوامه الفضاء العام والأداء المفتوح مع الجمهور، بعدما أصبح الناس يهجرون الكثير من الفضاءات العمومية، مما دفع منظمي المهرجان كصناع فرجة إلى نقل المسرح إلى تلك الفضاءات العامة والأداء للجمهور بدل استقباله في القاعات المغلقة والأماكن المحددة للعروض المسرحية. ويسعى مهرجان أكادير الدولي لفنون الأداء "الجداريات ذاكرة المسرح" أن يشتغل على فنون الأداء في المجال العمومي لاستقطاب أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة، واستثمار فضاءات أكادير العمومية لإنتاج الفرجة المسرحية من جهة، ومن جهة ثانية لحفظ ذاكرة الأداء بواسطة الجداريات والألوان والصباغة. وقد انطلق المهرجان الذي تنظمه جمعية "دروب الفن بأكادير" بكرنفال فني جاب شوارع مدينة أكادير انطلاقا من ساحة الأمل مرورا بشارع محمد الخامس ثم الكورنيش وصولا إلى ساحة "الأغورا"، حيث أعطيت شارة الافتتاح الرسمي للمهرجان. ويتكون الكرنفال الفني من الفرق المشاركة بلباس العروض والفنانين التشكيليين بالإضافة إلى بعض الفرق الفلكلورية. انجاز هذا المهرجان موزع بين قطبين أساسيين؛ أولهما القطب الأول العروض المسرحية الأدائية واشتغالها في مواقع حيوية من الساحات العمومية بأكادير، والقطب الثاني مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين يشتغلون على الجدران المقابلة للعروض الأدائية بالموازاة معها. وتكون موضوعات الجداريات هي نفس موضوعات العروض الأدائية، لكن بعين الفنان التشكيلي ورؤيته. بحيث سيكون المتفرج أمام فرجتين الأولى أدائية حركية، والثانية تشكيلية بالألوان والصباغة والأشكال الهندسية والجمالية، لتبقى الجداريات شهادة على الأداء وذاكرة تمحو النسيان والزوال. وشملا العروض المسرحية عرض مسرحية "دار أبوش" لفرقة التواصل المسرحي ببنسليمان، وساحة الأغورا بكورنيش المدينة، وعرض مسرحية "أرواح الشارع" لفرقة أكاديمية روما للمسرح. وعرض لفرقة مختبر صامويل بيكت للإبداع بورازازات مسرحية "سند و باد"، وعرض مسرحية "ما لكم ومالنا" للمسرح المتوازن بآيت ملول.