إن اللحظة السياسية الراهنة تتطلب منا كامل اليقظة والوعي والحذر، لأنها مرحلة دقيقة وحرجة وحساسة، وهذا يستدعي منا كامل الصمود في مواجهة كل من يستهدف بلدنا، والدفاع على تجربته الفتية مع كل القوى الحية، هكذا افتتح الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، الأستاذ خالد البوقرعي كلمته خلال فعاليات الملتقى المحلي السنوي ، الذي نظمته شبيبة أكدال بفاس يومه الأحد 25 دجنبر 2016، تحت شعار: "التغيير المجتمعي و الانتقال الديمقراطي – أمل وبوارق, خوف وهواجس". كما أوضح الأستاذ خالد البوقرعي الدور الهام الذي تلعبه شبيبته كمدرسة ساهمت وتساهم في تجنيب البلد، وتجنيب شباب المغرب من السقوط في بؤرة التطرف والتشدد. ذلك أن شبيبة العدالة والتنمية مدرسة التسامح والاعتدال والتدرج ومراعاة الواقع في كل فعل سياسي. وأضاف قائلا: " هذه مدرسة رائدة، لكي لا يتزايد علينا أحد أننا نوجه الإرهاب والإرهابيين والأعمال الإرهابية". وأشار كذلك إلى أن من حق شبيبة العدالة والتنمية على الدولة أن تدعم، وأن تعطى لها الفرصة لبث فكرها الوسطي المنفتح والمعتدل، الذي يعتبر دين الإسلام هو رحمة للعالمين. مؤكدا أن الدين هو المشترك لكل المغاربة والذي لا يمكن لأحد أن ينسبه إليه، وأن للمغاربة قيم لا يمكن أن يتنازلوا عليها. وأضاف قائلا: (المغاربة ينبذون "الحكرة"، ينبذون الظلم، وينبذون الاستقواء بالأجنبي، ويرفضون كل مظاهر التسلط والديكتاتورية والطغيان). الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية ينبذ كل أشكال الإرهاب والتطرف أيا كان مصدره، سواء كانت تنظيمات متطرفة، أو أفراد متطرفون، أو دول متطرفة. معززا ذلك بقوله: " إن روسيا تمارس إرهابا داخل سوريا، تقتل الأبرياء، تيتم الأطفال، تشرد الناس المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، وذلك معية القوات السورية التي غزت في الأرض فسادا وحولت سوريا، البلد الآمن المطمئن، إلى بقعة حرب منذ سنة 2011. ست سنوات من التقتيل والتنكيل والإرهاب وهدم البيوت على الرؤوس وتشريد ملايين الناس حتى صاروا لاجئين بين الأمم ". واعتبر خالد البوقرعي قتل السفير الروسي في تركيا عمل إرهابي شنيع، وعمل مدان لا يمكن تبريره بالتعاطف مع القضية السورية. "لا يمكن بالمطلق أن يحاكم هذا الشاب الذي هو كاتب محلي لشبيبة العدالة والتنمية ببنكرير بمقتضيات قانون الإرهاب" يقول الكاتب الوطني بخصوص الاعتقال الذي طال ثلاثة أشخاص بحجة تدوينات لهم بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'. مؤكدا أنه من واجب القانون حماية المجتمع والتصدي لكل الظواهر الخطيرة وظواهر الانحراف، لكنه جاء من أجل تصويب هذه الانحرافات واستعمال القانون الأصلح للمتهم. وقال متأسفا: "أن البيان المشترك لوزارة الداخلية مع وزارة العدل، ذهب في اتجاه استعمال القانون المتشدد والأقبح للمتهم". واعتبر خالد البوقرعي هذا العمل نكوص وتراجع وردة في مجال استعمال القانون. وفي الختام، ناشد الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية ، الأحزاب الوطنية إلى الاصطفاف في خندق واحد من أجل مواجهة هذا النكوص، وهذا الخطر الداهم الذي سيأتي على الأخضر واليابس. وأسرد بالقول : " هؤلاء الذين ألفوا منطق الريع، لا يمكن أن نتركهم لأهوائهم من أجل العصف بمصير بلدنا ".