يحتشد العشرات من ساكنة جرادة، في هذه الأثناء، في مسيرة غاضبة تجوب أحياء المدينة، ضمن احتجاجاتهم المستمرة للمطالبة بتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص عمل بالمنطقة، وذلك بعد أزيد من شهرين على اندلاع شرارة الاحتجاجات التي أعقبت مصرع عدد من عمال آبار استخراج المعادن العشوائية بالمدينة وضواحيها. المتظاهرون الذين انطلقوا من حي المنار، مساء اليوم الثلاثاء، جددوا رفضهم لعرض الحكومة بالمنطقة، محملين مسؤولية الاحتقان بالمدينة إلى الحكومة والسلطات المحلية من والي الجهة وعامل الإقليم، مرددين هتافات من قبيل: "الشعب يريد.. بديل حقيقي"، "الشعب يريد.. بديل اقتصادي"، "مانخلصوا لا ضوء لا ماء.. حتى يجي البديل لي بغينا". اقرأ أيضا: الآلاف يرفعون "البطاقة الصفراء" بجرادة ويطالبون برحيل مسؤولين (فيديو) نشطاء "الحراك" أعلنوا عن برنامج احتجاجية يمتد لثمانية أيام، يتضمن مسيرات مسائية محليا وإقليميا، منها مسيرة احتجاجية على وضعية المرأة بالمدينة في اليوم العالمي للمرأة، ومسيرة نحو ساحة "الشهداء" يتقدمها ذوو الإحتياجات الخاصة وعمال مفاحم المغرب والسندريات، مع إخلاءً للشوارع صباحا، وخوض إضرابات جزئية وأخرى عامة تزامنا مع الذكرى الأربعينية لوفاة العامل عبد الرحمان، قبل تنظيم ندوة صحفية حول "الحراك". وكان الآلاف من ساكنة جرادة، قد شاركوا في تشييع جنازة آخر عامل منجمي لقي مصرعه داخل آبار استخراج المعادن بالمنطقة، فتحي قطاري، بعدما توفي في حادثة صعق بالكهرباء ببلدة سيدي بوبكر، التابعة لجماعة تويسيت، قبل أن تتحول الجنازة إلى مسيرة حاشدة بالساحة المحاذية لمقر العمالة، واضعين شارات باللون الأحمر للتعبير عن رفضهم للحلول التي اقترحتها الحكومة. اقرأ أيضا: الاحتجاجات المتواصلة تدفع عمالة جرادة لاتخاذ 52 إجراءً عمليا للساكنة كما أعلن نشطاء "الحراك" أن نسبة الإضراب العام الذي دعوا إليه السبت المنصرم، بلغت 60 في المائة، حيث أظهرت صور تداولتها صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، محلات تجارية أغلقت أبوابها، فيما حمل المحتجون أواني مطبخية في مسيرة جابت عددا من أحياء المدينة للتعبير عن غضبهم عبر "الطقطقة".
يأتي على بعد شهر من وفاة عامل منجمي داخل أحد الآبار العشوائية لاستخراج الفحم الحجري، بمنطقة "حاسي بلال"، وقبله مصرع شقيقان شهر دجنبر من العام الماضي بعد انهيار بئر للفحم الحجري عليهما، وهي الفاجعة التي فجرت احتجاجات بالمدينة لا تزال مستمرة إلى الآن. وكانت عمالة جرادة، قد أعلنت في فبراير المنصرم، عن 52 إجراءً عمليا لساكنة الإقليم، تهم عدة قطاعات، وذلك بعد شهرين من الاحتجاجات التي تعرفها المنطقة، قبل أن يعلن المحتجون رفضهم لخطة السلطات من أجل وقف الاحتجاجات.