ليس الوطن حكرا على أحد ، وليس ملكا لشخص من الأشخاص ، فأنا وأنت متساويان في هذا الأمر ، الغريب في الأمر أعزائي القراء ، حينما نشاهد فئات تريد أن تجعل هذا الوطن ضيعة خاصة ، وتستغل كل صغيرة وكبيرة لصالحها غير آبهة إلى أن هذا الوطن له أبناؤه وبناته . حينما نتجه إلى أي مجال من المجالات في هذا الوطن ، ماذا نلاحظ ؟ وماذا نستنتج ؟ ، بلا شك كل واحد منا سيذهب به تفكيره للعديد من الأحداث التي صادفته مع أناس بمختلف إنتماءاتهم ودرجاتهم ومكاناتهم الإجتماعية ، حيث نستشعر أن كل واحد منهم تود نفسه أن تكون هي صاحبة الرأي والقرار .. غير آبهة للبقية ، هل هو إنتفاخ الأنا ؟ أم هو جنون العظمة ؟ هناك العديد من التساؤلات التي تستحق منا أن نطرحها ونجعل منها مادة للبحث والتأمل . إنه واقع ملئ بالتناقضات العشوائية ، فحينما نتحدث دائما عن المجال السياسي نجده أول مجال خصب لولادة هكذا عقليات ، لأن هناك العديد من الفئات واللوبيات التي تتناسل وتتكاثر بشكل رهيب يوما بعد يوم ، تحاول تكريس الطبقية الإجتماعية ، لتجعل منه مجتمعا أجيرا وعاملا وحارسا لمصالحها ومشاريعها ، إنها بالفعل عنصرية مقيتة بكل المقاييس . فحينما نغوص في أغوار التاريخ ، سنجد أن العديد من هؤلاء السياسيين ، كانوا السبب الرئيسي في نفور الشعوب من السياسة وفقدان الثقة في المؤسسات ، حينها يدخلون الوطن في أزمة حقيقية تاركينه للقدر ، وتراهم يهرولون في أول فرصة سانحة لهم خارج الوطن ، حيث الحسابات والأرصدة البنكية والمشاريع الإستثمارية الحقيقية … الخ . ألهذا صنعت السياسة لنصير عبيدا وغرباء في أوطاننا ؟ بالعكس ! فالأحرى بهؤلاء السياسيين أن يكونوا هم خدام هذا الوطن وهذا المواطن ، وليس العكس ، فالوطن أب لكل أبنائه وبناته ، فلا مجال للمزايدة في هذا الأمر ، ولا مجال لإستحمار عقول الآخرين بعد الآن .