جملة يرددها البعض و تنتشر بين الصفحات... قد يستجيب لها البعض ... ويعيد نشرها ... دون تمحيص و لا بحث ... أما أنا فلن أستجيب لها ... و سأحتفل بهذه الذكرى الغالية ... هكذا تعلمت داخل أسرتي ... و هكذا تعلمت في بلدي المغرب ... ذكرتني "جملة عيد المولد النبوي بدعة" بقصة مشابهة وقعت لي و أنا صغير ... كان والدي حفظه الله حريص على أن أقرأ القرآن الكريم بعد صلاة المغرب جماعة في المسجد ... و كان يتابع حضوري للمسجد في كل يوم ... كان صوتي و أنا صغير بين الشيوخ قويا .. يسمعه والدي و هو في الطريق قرب المسجد ... و عندما أتغيب يخبره الإمام أو المأموم أو أحد الجيران ... "موجودين صحاب الحسنات" ... تعرفت بعد ذلك على بعض الإخوان و أقنعوني - و أنا طفل يافع - أن قراءة القرآن الكريم جماعة بدعة ... و طبعا كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار... و قررت أن أتوقف عن الحضور و المشاركة في هذه البدعة.... أيام قليلة و يكتشف أبي غيابي ... نادى علي و سألني : لم أعد أراك في المسجد تقرأ القرآن مع الجماعة... قلت له : قراءة القرآن مع الجماعة بدعة.. و لم تكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.... و ... لم أكد أكمل مرافعتي حتى نزلت علي يده فوق خدي كالصاعقة ... رأيت النجوم في عز النهار .... و خاطبني بلغة صارمة و حاسمة .... ابتداء من الغد إذا لم أجدك مع الجماعة تقرأ القرآن سيكون حسابي لك عسيرا ... و منذ ذلك الوقت و أنا أقرأ القرآن الكريم مع الجماعة... حتى كبرت ... و شغلتني هموم الدنيا.... أما والدي حفظه الله فمازال حريصا إلى اليوم على قراءة القرآن الكريم في الجماعة ... دابا اللي قال لي الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة غانجمع معاه بشي تصرفيقة حتى يشوف النجوم ... سأحتفل و لن أناقش ... سأجتمع مع أسرتي الصغيرة .... و أزور والدتي و والدي حفظهما الله ... و سنشتري الحلوى و الهدايا ... و سنجتمع حول مائدة الغداء ... و حول وجبة الرفيسة بالدجاج البلدي ... و إلى كل العائلة و الأصدقاء و الإخوة أقول: عيد مولد نبوي سعيد و دامت لنا و لكم الأفراح و المسرات و تذكروا دائما أنكم أبناء محمد صلى الله عليه وسلم... و أكثروا من الصلاة والسلام عليه ... صلو على من يشتاق الينا وهو لم يرانا ... صلو على من يقول أمتي أمتي يوم القيامة ... صل الله عليه وسلم ...