ليست حرة كما تشاء، تحكمها العادات والتقاليد البئيسة، أحبت أن تصعد سلالم منزلهم الشعبي، أرادت أن ترفع عيناها إلى السماء لتتأمل صنع الرحمان وتستنجد به، عسى أن يستجيب دعاءها في تلك اللحظات، وتتخلص من سطوة أبيها ونظرة منحطة عنوانها، المرأة لا تصلح إلا للجنس. في حديث تعمدت الإنصات له، حيث تجمع شباب الحي تحت نافذة المنزل، فبدأ الحديث عن وظيفة المرأة في المجتمع، اتفقوا جميعهم على أن الجنس اللطيف له دور مهم في بناء التنمية والمساهمة في تطوير وضعية أي بلد، لكن بعد هنيهات قليلة من صمتهم الغريب، ختموا جلستهم الفارغة للأسف، بأن المرأة لا دور لها سوى... متى ستتغير نظرة الرجل الشرقي للمرأة؟؟؟ متى سنعتبر الجنس الآخر، مثله مثل الرجل؟ أنا لا أقصد بهذه الأسئلة النقاشات التافهة التي كان موضوع المساواة في الإرث بين الجنسين، مطلب بعض الفئات التي لها جهل وفهم خاطئ للإسلام أو أن التمرد على الإسلام والمسلمين، وزعزعة الاستقرار الذي أنعم به الله على المغرب والمغاربة، هدفها الأساسي، ديننا الإسلامي جاء واضحا، فلا تغيير في شريعة الله. كيف لرجل تربى على يد امرأة مكافحة ومرابطة، أن يضرب امرأة ويعنفها، أنت قبلت بها كما هي قبل الزواج، فلماذا تحاسبها بعد الزواج على أمور سبق وأن حسمتم النقاش حولها، تطلب منها المكوث في المنزل وتختصر دورها في أشغال البيت، لتطمس بذلك ثقافتها وتجعلها جاهلة بما يقع في الواقع، أنت تريدها ضعيفة حتى تتمرد عليها وتتحكم فيها وتجعلها تحت سيطرتك. أرجوك أيها الرجل، لا تقارن زوجتك بالممثلاث والمغنيات (الجميلات)، احترمها ولا تؤذيها، فهي إنسانة تبذل قصارى جهدها حتى تسعدك وتسعد أولادك. حديثي هذا عن المرأة، لكن عن أي امراة أتحدث؟؟؟ إنها المرأة الصالحة، المجاهدة والمكافحة، ليست تلك التي تتمرد على شريك مرحلة، وتجعل من الحرية المطلقة مبدأ في حياتها، تواجه به الكل ولا تحترم الكل. أتكلم عن تلك المرأة المكافحة والمرابطة من أجل أولادها، لكن للأسف أحدهم لا يستحق منها سوى القسوة والإقصاء، إنه ناكر للجميل، لا يعامل أمه بالحنان والعطف، يضربها، يعنفها كما لو كان ذاك العنف مصدره الزوج وليس الابن، كنا نسمع بالعنف الذي تناله المرأة من زوجها، وكنا نحضر مواضيع لها صلة بعقوق الوالدين، لكن لم أتصور في نفسي ولو للحظة واحدة أن تصل درجة العقوق إلى مرحلة الضرب المبرح للأم وتعنيفها وإلحاق الأذى بها... أحبك أيتها المرأة المعنفة من قبل ولدها! أحبك وأسال المولى أن يفرج عنك، يا الله اجعلها من أصحاب الجنة، إنها صبورة وطيبة القلب.. رسالتي هذه إلى الرجال خصوصا، أحبوا أمهاتكم أكثر من زوجاتكم وليس العكس، لا تنسوا حلمهن وعطفهن وقت الحاجة، لا تفكروا في رفع أيديكم ولو لمرة في وجه أمهاتكم، لأنهن لا يستحقن كل هذا الظلم والله، هل جزاء التضحية التي تقدمها الأمهات، قسوة الأبناء وخيبة أمل؟؟