سلامة الراجلين من أولويات السلامة الطرقية بالمغرب نهاية سنة (2017 ) ، والكل يهنئ الكل بهذا الإنجاز الواعد والاهتمام الكبير والمتزايد بأرواح المواطنين ، والكل يحذر الكل من غرامة التهور في " قطع " الطريق دون الانتباه لممر الراجلين ، والكثير هاتف الكثير والقليل أبرق القليل ، بأخذ الحيطة تجنبا لمحضر شرطة المرور، وتجنبا للغرامة المالية التي ما زال الكثير يجهلها وهي ( 25) درهما نقدا عقوبة وردعا لكل مخالف رمت به قدماه اللعينتين وسط الطريق وخارج الخطوط العريضة . المواقع التواصلية أبدعت في هذه النازلة التي ستُخْتتم بها السنة الحالية بوضع لوحات حديدية في مقدمة أحذية تحمل أرقام سيارات ،وسروايل بها " بارشوكات" سيارات من الدبر، والحقيقة أن الحدث خلق الإبداع في المِخيال الشعبي الفردي والجمعي ، كما خلق ذاك حدث تأهل المغرب للمونديال والاستعداد للسفر نحو روسيا والذي يستوجب من عشاق كرة القدم الذين ينوون متابعة المونديال عن قرب تعلم اللغات السلافية الأكثر انتشارا للتواصل مع" شقروات" روسيا و"غجريات النور" اللواتي سترحلن للملاعب للقاء فحولة المغاربة . الشارع الرئيسي بالرشيدية به ممرات معدودة ، وبين الممر والممر مسافة السفر للحج بالعيس، مسافة طويلة تستوجب ركوب سيارة أجرة صغيرة ، فلو فاتك ممر مؤسسة سجلماسة في اتجاه مكناس فعليك قطع مسافة ربع ساعة للوصول للمر الموالي بجانب محكمة الاستئناف، واذا فاتك ممر ولاية الأمن في اتجاه مستشفى مولاي علي الشريف ،فالأمر يستوجب ركوب "الطوبيس" الأخضر اذا وجد به المسافر مكانا للوقوف ، وأمام شح الممرات والخوف من الإتاوة ، فساكنة المدينة تنتظر تشغيل " الديباناجات" الرابضة قرب أضواء التوقف التي تنتظر بلهفة كل من " حرق" الضوء الأحمر لحمله، فسائقوها أشد حرقة على الذين " لا يحرقون" هذه الأضواء لأن احترام القانون سيجعلهم يعيشون الكساد بشكل يومي ،والأولى على الجهات المسؤولة العاجزة على تخطيط ممرات الراجلين تدبيرا منها ومساعدة لهؤلاء السائقين و"دباناجاتهم " لكسب قوتهم اليومي ، أن ترخص لهم بحمل ممرات متنقلة تكون رهن الإشارة وتحت الطلب ،وتضع أرقامهم في كل الشوارع ،وتقوم بحملة تحسيسية لهذا الغرض لتقريب الإدارة من المواطنين ، وتنبههم بالقول :" يا أيها المارون و يا ايها الراجلون عندما تجتمعون في مكان ما رغم أن ذاك التجمع غير مسموح به ، وتودون قطع الطريق، فالديبناج رقم كذا الذي يسوقه "سي وزون "رهن إشارتكم ، وسيحمل اليكم الممر في اسرع وقت ممكن ،عوض أداء الغرامة " ، فذاك هو الحل الاقرب للتنمية المستدامة، أو يمكن لكل راجل أن يشتري ممرا من بائعي الأثواب أو الأقمشة، وكلما أراد قطع الطريق أن ينشره ويمر بسلام، ثم يجمعه في انتظار استعماله مرة أخرى. الشرطة بدورها ستلقى اشكالا كبيرا في تطبيق القانون فمن فر من " لبروصي " هل سيتبعه الشرطي ؟ أو سيأخذ حذاءه رهنا على المخالفة ،واذا اجتمعت قافلة من الناس وقطعوا الطريق دفعة واحدة ،فهل سيهاتف الديبناح لحمل المارة جميعهم او لحمل الممر ؟ فالكل مع القانون ،ولا للفوضى ،ونعم للحفاظ على سلامة الراجلين قبل ان تقطع أرجلهم بعجلات المتهورين، لكن الواجب التحسيس قبل تطبيق القانون ويجب ان تكون الشوارع مهيأة ومخططة بالوان لا تمحوها العجلات، اما ان نقهر المواطنين بضربة وضريبة اخرى إضافية ، فقد تعب الشعب من تتابع الضرائب بدءا بالحوالة والفواتير وانتهاء بضرائب قارة لتلفاز قلما يحظى بالمتابعة.