دخل خريجو البرنامج الحكومي 10 آلاف إطار تربوي وإداري في إضراب عن الطعام لأربعة أيام تزامنا مع قمة المناخ بمراكش. ولقد خلف اليوم الأول من هذا الإضراب حالات كثيرة من إغماء في صفوف الأطر، خاصة الأطر النسوية نتيجة الجوع والبرد، الذي أضعف حالتهم الصحية، والتي أصبحت جد متدهورة. هذا، وما تزال السلطات المغربية غائبة، وتنعم في سباتها العميق دون أن تحرك ساكنا لحل هذا الملف قبل أن تأخد الأمور مجرا لا تحمد عقباه. ومن الجدير بالذكر، أن 10 آلاف إطار يعتصمون للأسبوع الرابع بمراكش مجسدين اعتصاما ومبيتا ليلا طوال هذه المدة. إن حالة الإغماء خلقت نوعا من الفزع عند الأطر والساكنة المراكشية، التي أصبحت على علم تام بقضية ال10000 إطار، بل إن البعض من هذه الساكنة جسد معهم –أي الأطر- برنامجهم النضالي منذ بدايته إلى الآن. إن حالة الأطر المزرية لا تبشر بالخير، ويحملون السلطات والجهات المسؤولة كاملة المسؤولية لما ستؤول إليه الأمور. كما أن المحتجين يتوعدون بمزيد من التصعيد على المستوى الوطني؛ مستنكرين أساليب الجهات المسؤولة عن الملف في معالجة مشكل بمشكل آخر، ونقصد هنا مرسوم التعاقد الذي خلق موجة من الغضب العارم لدى جميع الأطر وجميع الطلبة. وللإشارة فأول يوم من الإضراب عن الطعام سقط فيه أكثر من 10 أطر في حالة إغماء بسبب أوضاعهم المزرية اجتماعيا ونفسيا وصحيا. وقد عرف اعتصام 10 آلاف إطار بمراكش دعما دوليا كبيرا من طرف المنظمات الدولية والصحافة العالمية، ومن أبرزها الصحافة الألمانية والإسبانية والصينية. كما عبر المتضامنون الأجانب عن تذمرهم بسبب أوضاع هؤلاء الشباب، متوعدين بنشر القضية على الصعيد الدولي لدى منظمات حقوقية عالمية. علاوة على أن البعض منهم جسد مبيتا ليليا تضامنا مع هذه الفئة المطحونة اجتماعيا، والمحرومة من حقوقها الدستورية، والمثمتلة في الشغل والعيش الكريم. هذا، وتعرف الساحة الطلابية الوطنية مقاطعة شاملة للدراسة، زيادة على مقاطعة مباراة التوظيف بالتعاقد ردا على السياسة اللاشعبية التي تحرم أبناء الشعب من الوظيفة العمومية. فمرسوم التعاقد خلق جدلا لدى هذه الفئات المحتجة التي تتوعد الدولة بعام إحتجاجي ساخن. وفي هذا السياق أعرب 10 آلاف إطار عن مقاطعتهم الشاملة لهذه المباراة واصفين إياها بالإقصائية والتهميشية، متهمين بذلك الجهات المسؤولة بتخريب قطاع التعليم والقضاء على الوظيفة العمومية. كما أن الأجانب المتضامنين مع 10 آلاف إطار أعربوا عن استغرابهم لوضعية الأستاذ بالمغرب وصرحوا قولا: كيف لبلد يحتقر الأستاذ أن ينظم قمة المناخ؟ مثل هذا التساؤل دفعهم إلى التعرف أكثر عن القضية وحيثياتها، وخير دليل زيارتهم اليومية لمعتصم الأطر بغية الاطمئنان على حالتهم. وللتذكير فقط فقد نقل اليوم 10 أطر إلى المصحات لتلقي العلجات، ومن المؤكد أن غدا سيسقط آخرون بسبب انعدام الضمير والمسؤولية لدى الجهات المعنية، التي يبدو أنها لا تمتلك حس الوطنية والمواطنة وقبل كل شيء حس الإنسانية. إن 10 آلاف إطار يضربون عن الطعام ويفترشون الأرض الباردة متشبتين بمطلبهم في الوظيفة العمومية عن طريق الإدماج، كما تنص على ذلك الإتفاقية الإطار التي أخلت الحكومة ببنودها وتخلفت عن وعودها الكاذبة ،مما دفع هؤلاء الأطر إلى الخروج إلى الشارع لعل الحكومة تستوعب الرسالة...لكن 7 أشهر من الإحتجاج والاعتصام والإضراب عن الطعام لم تكف دولتنا المغربية التي تنهج سياسة الأذان الصماء في حق أبناءها من الفقراء والمستضعفين لتستوعب الدرس. كما أن المجتمع المدني مشارك في هذه الجريمة النكراء، ومسؤول أيضا عن وضعية الأستاذ والمدرسة العمومية، التي لا تزال تنزف في ظل صمت رهيب للهيئات والجمعيات المدنية. هذا، ويواصل 10 آلاف إطار اعتصامهم رغم العنف والتضييق الممارس عليهم من طرف السلطات، حتى إرغام الحكومة المقبلة على الإلتزام بوعودها تجاه ملفهم المطلبي المثمتل في الوظيفة العمومية، وخاصة بقطاع التربية والتكوين رافضين أي مقترح غير هذا المطلب.