انتخبت النمسا، أمس الأحد، مستشارها الجديد، سباستيان كورتز، الذي يتزعم حزب "الشعب" اليميني المحافظ منذ خمسة أشهر، وانتهج كورتز خلال حملته الانتخابية سياسة التحريض ضد اللاجئين والمهاجرين ومهاجمة الاتحاد الأوروبي، لدرجة اتهامه من قبل اليمين المتطرف بسرقة برنامجه. وسيتولى كورتز منصبه في نونبر المقبل، ومن المحتمل أن يكون في حينه أصغر رئيس منتخب في العالم، إذ حاليًا تحمل رئيسة جمهورية سان مارينو، فانيسا دمبروزو، لقب أصغر رئيسة في العالم بعمر 29 عامًا، وستنتهي فترة ولايتها الحالية بعد شهر من اليوم. ولد كورتز في أسرة عادية عام 1986، ولا يزال يسكن حتى اليوم في الحي الذي ولد فيه، وهو حي عمالي بالعاصمة فيينا، كان والده مديرًا في شركة ووالدته معلمة في إحدى المدارس، ويسكن اليوم في شقة مع صديقته سوسانا تايير، التي تعرف إليها منذ 8 سنوات، والتي تبلغ من العمر اليوم نحو 27 عامًا. لقب كورتز ب"فونديرفويز"، أي "الذي يستطيع المشي على الماء"، وحصل على هذا اللقب بسبب نجاحاته المتتالية في السياسة وغيرها، إذ تم تعيينه بمنصب وزير الخارجة حين كان في ال28 من عمره، ومن ثم استطاع تولي رئاسة الحزب حتى وصل إلى المستشارية. استغل كورتز سياسة التحريض والتخويف لكسب أصوات الناخبين، على غرار ترامب في أميركا ولوبان في فرنسا والبديل الألماني وغيرهم من الأحزاب اليمينة المتطرفة التي حاولت التفوق في الانتخابات عن طريق الشعبوية والتحريض، واتهمه اليمين المتطرف النمساوي المتمثل بحزب "الحرية" بسرقة برنامجه. في بداية 2015، كان كورتز من طلائع المهاجمين لسياسة استقبال اللاجئين التي تبنتها ألمانيا برئاسة ميركل، ومن ثم بات من أكبر المحرضين ضدهم في النمسا، وكان عمله في الخارجية النمساوية سببًا رئيسيًا لإغلاق ما يعرف بطريق البلقان، التي كان يمر اللاجئون منها للوصل إلى ألمانيا أو اسكندنافيا. وطالب كورتز خلال حملته الانتخابية بخفض المساعدات الاجتماعية والاقتصادية للأجانب بشكل عام، حتى تصبح إقامتهم في النمسا صعبة علهم يتركونها. لكنه تمكن من تسويق نفسه في ذات الوقت كزعيم شاب يستطبع تولي زمام البلاد وقيادتها نحو النجاح.