مقال أو رسالة السيد إلياس العمري الموقع بصفته أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة تحت عنوان: استطرادات في حاجتنا إلى مصالحة تاريخية شجاعة؛ مقال مهم أو بالأحرى عرض مهم، دعونا نقول لو كان هكذا خطاب وقناعات مترجمة على أرض الواقع، ومنطلقا لبرنامج الأصالة والمعاصرة لكان الناس اهتدوا إلى مناصرة هذا الفكر، ولتوافقت رؤى الحزبين الرئيسيين في المغرب، وشهدنا أقوى حكومة مرت على المغرب.. لكن انحراف المنهاج واحتداد الخطاب البوليميكي الموجه ضد قطب له قاعدة شعبية عمل على بنائها لسنوات بعمل جاد ودؤوب ومثالية يستحي معها الناخب أن يمنح صوته لغير هذا الحزب، أفشل حزب الأصالة والمعاصرة في كسب ثقة المصوتين، ولو كانت معارضة الخمس سنوات قامت بتنحية الشخصنة، ومارست عملها كقوة مراقبة مساهمة في تسريع زمن انجاز وتجويد القرارات والقوانين لا عرقلتها، لكان الاصلاح محسوبا لمن ساهم في انجاحه أيضا، فصار ما صار واشتد الخلاف والتنازع، ورفع شعار لا تصالح -فهذا زاهد في قرب هذا .. وهذا فيه أزهد منه فيه-، وضاع بين ذلك المواطن ومسار تثبيت الديمقراطية، واليوم وأفضل من هذا وذاك، وأمام تهافت عقيدة السيطرة والأحادية في التسيير والتدبير يوم السابع من أكتوبر، صار مرجوا ومطلوبا القطع مع ما مضى من ممارسات وأفعال كانت معوقا أساسيا لمسار ديمقراطي يؤسس لمجتمع حداثي أصيل، يثق في مؤسسات دولته وأحزاب وطنه، ويدفعه إلى الانخراط الفعال في جميع المجالات. ولئن كان طلب المصالحة التاريخية شجاعا، فإن المصالحة مع الذات أشجع وأنفع، وصدقها سيعزز فرص نجاحها، ليس الحديث هنا عن الشخص بل عن المؤسسة الحزبية التي تحملون صفة أمينها، وليس هدف أسمى من مصالحة تروم إلى بناء وتشييد لا تنتظر ثناء أو تمجيد؛ والحوار الجاد والرصين كما جاء في مقال المصالحة هو فعلا الحل الأمثل لكل خلاف وانحراف، لكن إظهار حسن النية أهم، فعلا وقولا؛ المواطنون لاينتظرون أحزابا كلها في الحكومة أو معارضة هدامة أو ضعيفة، أو ممارسة السياسة في فضاء أزرق، نحن نحتاج أن يتحمل كل مسؤولياته وإلى مؤسسة تشريعية وأخرى تنفيدية قوية وكفئة، الكل يضع نصب أعينه مصلحة الوطن والمواطنين، لنعتز بحكوماتنا ونعتز بمعارضتنا.