كشف استطلاع رأي أن أغلب شباب العرب يرون أن تنظيم "داعش" لا يزال العقبة الكبرى التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالمقابل تنبذ الغالبية الساحقة منهم هذا التنظيم الإرهابي ويتوقعون فشله في إقامة دولة إسلامية. وحسب نتائج استطلاع "أصداء بيرسون- مارستيلر" السنوي الثامن لرأي الشباب العربي، فقد أبدى ثلاثة من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع (77%) قلقهم من تزايد نفوذ "داعش"، فيما اعتقد واحد فقط من أصل كل ستة مشاركين أن التنظيم سينجح في نهاية المطاف بإقامة دولة إسلامية في العالم العربي. وأشار الاستطلاع إلى أن 13% فقط من الشباب العربي بأنهم قد يدعموا التنظيم لو أنه لم يستخدم العنف المفرط (مقارنة مع 19% في العام الماضي)، كما يعتقد ربع الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع بأن الافتقار إلى الوظائف والفرص يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب للانضمام إلى صفوف "داعش"، لافتا إلى أن واحدا من بين كل أربعة أشخاص لا يستوعبون سبب انضمام أي شخص إلى هذا التنظيم المتطرّف. وينظر الشباب العربي إلى المملكة العربية السعودية (31%) باعتبارها الحليف الأكبر لبلدانهم للسنة الخامسة على التوالي، تليها الإمارات العربية المتحدة (28%)، ثم الولاياتالمتحدة (25%). وثمة انقسام متزايد في آراء الشباب العربي حيال الولاياتالمتحدة، حيث أكد ثلثا المشاركين (63%) بأنها حليف لبلدانهم، فيما اعتبرها الثلث (32%) عدواً لبلدانهم ولا سيما في العراق (93%)، واليمن (82%)، وفلسطين (81%). كما انعكس الحضور الإقليمي المتنامي لإيران كذلك في نتائج الاستطلاع، حيث اعتبرها 13% من الشباب العربي الحليف الأكبر لبلدانهم في المنطقة رغم أن أكثر من نصف الشباب العربي (52%) يعتبرونها عدواً لبلدانهم. ومن النتائج الرئيسية الأخرى التي خلص إليها الاستطلاع أن الكثير من الشباب العربي يعتقد أن العلاقات بين السنة والشيعة آخذة في التدهور وأن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له منطقة الشرق الأوسط. حيث أكد حوالي نصف المشاركين (47%) في الاستطلاع على أن العلاقات بين الطائفتين قد تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية، فيما يعتقد أكثر من نصف الشباب العربي (52%) أن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط. وتم إجراء استطلاع "أصداء بيرسون- مارستيلر" بواسطة شركة الاستطلاعات العالمية "بين شوين آند بيرلاند" التي أجرت 3500 مقابلة شخصية خلال الفترة بين 11 يناير و22 فبراير 2016 مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاما، وتم انتقاء المشاركين حصرا من مواطني الدول التي أجري فيها الاستطلاع الذي شمل دول مجلس التعاون الخليجي الست الإمارات، والبحرين، والسعودية، وعمان، وقطر، والكويت؛ بالإضافة إلى الأردن، وتونس، والجزائر، العراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، واليمن. يذكر أن "أصداء-بيرسون مارستيلر"، شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة على مستوى المنطقة، تأسست عام 2000، وتضم 11 مكتبا تمتلكها الشركة بالكامل إضافة إلى 10 مكاتب تمثيلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.