هل يتعظ حزبا الاتحاد الاشتراكي والاستقلال...ويستيقنا أن المكر والكيد واللعب على كل الحبال سلوكات لا تليق بالأحزاب الكبيرة....؟ هل يستشعر لشگر وشباط حجم الخسارة والمهانة لتي قادا إليهما أكبر وأعرق حزبين في تاريخ المغرب...؟ هل يدرك ورثة علال الفاسي من ضيقي الأفق واللاهثين وراء فتات موائد التحكم حجم الذنب الذي ارتكبوه في حق تاريخ حزبهم ورجاله وتراثه...؟ هل استفاق أخيرا ورثة بن بركة وعمر وعبد الرحيم واليوسفي وغيرهم من الأفذاذ المخلصين على حجم المهانة التي مرغوا فيها أنوف هؤلاء الذين تتبرأ أرواحهم تحت الثرى من صنيعهم...؟ أليس من الطيش والجحود أن يتلاعب الورثة بأمجاد ودماء وتضحيات أجيال من الصادقين الذين سطروا بدمائهم وعرقهم وإخلاصهم صفحات تاريخهم الثري النقي من أجل الوقيعة بمنافس...أو اللهث وراء مغنم...أو التزلف لطاغية....؟ عند محطات حكم الشعوب...وعلى أعتاب محاكمهم...يتبين الزيف من الصدق...وتنجلي عواقب الحق والباطل...ويدرك العقلاء أن وراء صمت الشعوب عقول تشتغل...وبين يدي الأيام تاريخ يسجل...وأن ذاكرة الشعوب أقوى من تمويهات المموهين...وصفحات التاريخ عصية على التزييف... هنا...عند تلاوة البيان وصدور الأحكام...يركن العقلاء إلى إعادة شريط الأحداث...والتأمل العميق في كل خطوة خطوها...وكل كلمة فاهوا بها...وكل موقف اتخذوه...وكل سلوك سلكوه...فيميزون بين غثه وسمينه...وحقه وباطله...ورشيده وطائشه...فيستنتجون النتائج ويستخلصون العبر لاستدراك ما يمكن استدراكه...وتقويم ما يمكن تقويمه...والتبرؤ مما تلطخوا به...لعلهم بذلك يمسحون عن وجه تاريخهم ورجالهم ما لحقه من عار الطيش...وما علاه من غبار الجحود....