كان مجلس النواب، عشية اليوم الإثنين، على وقع صراع جديد بين مكونات أحزاب الأغلبية، وذلك بعد حصول تشنج كبير بين الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة عن حزب التجمع الوطني للأحرار وبرلماني عن البيجيدي بسبب القانون 89.15 المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي. وبحسب مصادر برلمانية كانت حاضرة في اللقاء، فإن تدخلا للبرلماني رضا بوكمازي باسم فريق حزب العدالة والتنمية لم يرق للوزير العلمي، وهو ما جعل الأخير ينتفض في وجه فريق البيجيدي مهددا بسحب المشروع برمته، قبل أن يتدخل رئيس الجلسة الحبيب المالكي ويرفع الجلسة ل 15 دقيقة من أجل التشاور في الموضوع. وأوضحت المصادر ذاتها، أن القراءة النقدية التي وجهها فريق البيجيدي لمشروع القانون الخاص بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي لم ترق للطالبي العلمي، رافضا التعقيب عليها عندما طلب منه رئيس الجلسة الحديث بعد مداخلة فريق العدالة والتنمية. وقال العلمي موجها كلامه للمالكي: "من الأحسن ما نهدرش، يلا هدرت غادي نقول شي هدرة مغتعجبش شي ناس"، طالبا بعد ذلك مهلة للتشاور بشأن سحب مشروع القانون برمته، غير أنه بعد مرور المهلة عاد العلمي وتم الاحتفاظ بالمشروع ليتم التصويت عليه كما طرحته الحكومة. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يفشل فيها حزب العدالة والتنمية في إدخال تعديلات على مشاريع القوانين التي تطرحها الحكومة، من أصل عدة مشاريع تقدم فيها بتعديلات وتم قبولها نظرا لكونها "تعديلات شكلية" حسب متتبعين، حيث تعرض الفريق، ل"بهدلة" أثناء مناقشة مشروع فصل النيابة العامة عن وزارة العدل، اضطر على إثرها إلى سحب تعديلاته الأساسية بفعل تعليمات بالهاتف، حسب مصادر خاصة. ووفق مصادر جريدة "العمق" فإن عودة العالمي لجلسة التصويت على مشروع القانون المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، جاء بفعل تلقيه لمكالمة من قيادي ب "البيجيدي"، يرجح أن يكون العثماني، طالبا منه التهدئة واعتبار أن قراءة الفريق النقدية لمشروع القانون لا تعني أن فريق الحزب ضده، وهو ما تم بالفعل حيث تم التصويت عليه من طرف فريق البيجيدي.