إن الأطلس المتوسط ، أو بالأحرى إقليمإفران ، يعرف بالغنى الطبيعي الأيكولوجي ، بالإضافة إلى الموروث الثقافي والثرات الحضاري ، حيث تعرف المنطقة باحتضانها لمجموعة المنابعو الأنهار بالمغرب اهمها نهر أم الربيع ، كما تعتبر منطقة الأطلس المتوسط خزان المغرب للمياه. ولا شك ان ارتباط الحياة الانسانية بالماء ، وتوفير الامن الغدائي جعل من منطقة الاطلس المتوسط تحتضن مجموعة كبيرة من الاصناف الحيوانية المنقرضة ، تنتمي لحقب مختلفة ، بالاضافة إلى التواجد البشري الذي يأرخ لحقب قديمة ببقايا الرفات البشري وكذلك لمجموعات اثرية خلفها الانسان في مختلف الحقب الزمنية . الموقع الجغرافي والمناخ المتوسطي ، الذي يطبع بتعاقب الفصول الاربعة، ميز منطقة الاطلس المتوسط ، وجعل من ارضها موطنا منسجما ، تبقى البقايا الاثرية التي يحتفظ بها متحف المركب الثقافي بازرو شاهدة عن غنى المنطقة. وتعريفا بهذا الموروث الثقافي داخل الأطلس المتوسطخصص لهذا الغرض: قاعة عرض التراث الطبيعي في مساحة 206 متر مربع ، يتم من خلالها عرض قطع من المعادن و الاحفوريات والصخور كالكوارتز والسفلريت ، التي تعودان إلى الحقبة الأولية،"Paléozoïque" و كذا الأراجونيت الترياسي وبريتين العصر الجوراسي ، إضافةً إلى امونيت العصر الطباشيري العلوي ، وكذا مقاطع من جذوع الأشجار الموجودة بالمنطقة كالأرز و العرعار. كما تضم هذه القاعة النباتات العطرية والطينية التي تنمو في المنطقة كالزعتر والشيح وعود العطاس.بالاضافة الى لوحات تقدم معطيات مختلفة عن جيولوجيا المنطقة ومواردها المائية ونباتاتها وحدائقها وعن تقنيات السكن التقليدي. ان الارث الثقافي ياخذ حيزا كبيرا من قيم المنطقة ، تبقى الزربية الاطلسية ورقصات احيدوس ، والالات الموسيقية المحلية حاضرة بقوة، بالاضافة الى الزي التقليدي والاسلحة التقليدية والنارية التي استخدمت في الحرب ، وهو ما ظلت شاهدة عليه الى اليوم الفرق المحلية للتبوريدة ، وفي السلم كذلك من خلال استعمالها في الصيد . معطيات ثقافية لقيت حيزا مهما بالمركب الثقافي من خلال قاعة عرض التراث الثقافي غير المادي، وللحرف والفنون التقليدية بالمنطقة. وتضم المجوهرات واللباس التقليدي للرجل والمرأة والبنادق والأدوات الموسيقية والزرابي. ويمثل فن النسيج من خلال عرض منسج وأدواته. كما تضم هده القاعة لوحات مصورة متعلقة بالفنون والعادات والحرف التقليدية كالحرث التقليدي، والترحال والمهرجانات (مهرجان الكرز بصفرو ومهرجان أحيدوس بعين اللوح). إن المقومات السوسيو ثقافية التي تحضى بها المنطقة ، تجعل من التعريف بهذه المؤهلات امرا ضروريا ، خصوصا واعتماد المنطقة على السياحة ، ولا شك ان المركب الثقافي باهتمامه البالغ بهذا الهدف صار مزارا للسياح الدوليين ، ويعاني جفاءا محليا تدخل فيه مجموعة من العوامل ، ومن ضمنها بعض الشائعات التي تقول بأن الولوج إلى المركز الثقافي مؤدى عنه وهو ما نفته الإدارة في حوار حصري خصنا به مديره السيد محسن فضيل ، حيث اكد على اهمية البعد الثقافي و العناية بالمورث المحلي لخلق دينامية جديدة تؤهل السياحة المحلية بالإعتماد على الإمكانيات الذاتية و التي هي غنية في حد ذاتها . كما أكد على مجانية الدخول والتجول داخل الأروقة ، وبنبرة يطبعها الأسى قال متحدثا " يحز في النفس إهتمام السائح الأجنبي بموروثنا الثقافي، في حين نحن من وجب علينا التعرف على ثقافتنا نقابلها بالجفاء ". إن دور الوزارة الوصية عن التربية التربية و التعليم بالإقليم ، ذلك الحاضر الغائب الذي لا يكلف نفسه عناء تنظيم رحلات مدرسية دراسية لاروقة المتحف ، قصد تكوين جيل جديد بمعلومات وافرة عن بيئته و محيطه و ثقافته . يزيد من تعميق الهوة بين لقد شهد الزمان على تقصيرنا ، في إثراء التنوع الثقافي بالمنطقة و كذلك تقصير الفاعل المدني في حماية هذا الإختلاف ، و العمل على الإستفاذة منه ، حاضرة ازرو الجميلة ، المدينة التي لا ترحب بزوارها في مداخلها، لا تحفز كذلك على خلق مشاريع سياحية مندمجة تشكل سوقا سياحية مثيرة . بل ولا تعمل على التعريف بمؤهلاتها الثقافية و الغنية بتاريخ حافل ، لو صقل بتضافر جهود الفاعل السياسي والسلطات المحلية و الفاعل المدني ، لسطع بريقها في سماء مغرب الثقافات