حبا لأهل الحسيمة، وحرصا على مصلحة تجارها ونجاح موسمها السياحي : قوات وزارة الداخلية تعطر شوارع المدينة بالغازات الزكية المسيلة للدموع ! لا أدري لماذا نحن الأشرار،الحريصون على الحق المطلق في التظاهر السلمي، بالحسيمة وغيرها، دائما نشيطن المقاربة الأمنية لوزارة الداخلية ومن خلفها، ولا نثق إطلاقا في نواياها الخيرة، مهما أقسمت وحلفت باغلظ ايمانها؟، ولماذا نصر على اعتبار الحرية والكرامة وحق التعبير عن الرأي أهم حق من حقوق المواطنين؟، يتقدم عن كل فعل تنموي مهما كان مهما، لأن الإنسان، أعطاه الله وحده ملكة الكلام لاستخدامها بكل حرية، ولم يمنح ذلك لحيوان او طير. ومع ذلك فإن الطيور والحيوانات حريصة على حريتها أكثر من غريزة الأكل المجبولة بشراهة عليها، فترى الطائر في قفصه، والأسد في محبسه حريصين على الفرار من سجنهما مهما كانت ظروف اقامتهما الفخمة، وتغذيتهما الوفيرة والمتنوعة، نعم كذبنا الداخلية ووزراؤها في القطاعات الأخرى وبيان اغلبيتها، وهم يؤكدون على أن دافع منع تظاهرة أمس بالحسيمة، هو الحرص على مصلحة تجارها، الذين كسدت تجارتهم، وانقاذ للموسم السياحي بالمدينة. وهاهم يؤكدون بالفعل لا قولا فقط، حسن مقصدهم، وتعمل عناصر القوة العمومية المامورة على الاستعمال الكثيف للغازات المسيلة للدموع، لتعطير شوارع وازقة ومؤسسات وبيوت الحسيمة، لإنعاش الجو بها، وجذب الناس والسياح لها، والرفع من نشاط وحيوية تجارها وساكنتها، واغراء القريبين بزيارتها، لاستنشاق الروائح الزكية المنعشة، تم فقط نسيان القيام بحملة اشهارية مسبقة، تبين للناس جميعا نوع الغازات، وتوقيت رشها، حتى يحرص على التواجد هناك كل مغرم برواءحها الزكية، اللهم إن كان من أصدروا أمرهم باستعمالها، يعرفون أنهم سيرشونها في كل ربوع الوطن، لتنشيط الحركة في مدن وقرى البلد، في إطار عدالة مجالية لم تتحقق تنمويا، فلتتحق في حق التعطير بالغازات المسيلة للدموع للجميع!! علي العسري مستشار برلماني عن العدالة والتنمية