تسجل إيطاليا ظاهرة جديدة في الهجرة المغربية وهي ارتفاع عدد المواطنين المغاربة الشباب الذين يتقدمون بطلب اللجوء السياسي، وبلغ السنة الماضية أكثر من 1500 وتجاوز هذه السنة 880 حتى منتصف الصيف الجاري. وحسب صحيفة "القدس العربي"، فقد عادت الهجرة المغربية بشكل كبير خلال الثلاث سنوات الأخيرة من شواطئ المغرب وتونس وليبيا نحو إسبانيا وأساسا إيطاليا. وأضاف المصدر ذاته، أن إسبانيا، القريبة من شواطئ المغرب، عرفت وصول أكثر من 1400 مغربي خلال السنة الجارية إلى جنوب البلاد، شواطئ الأندلس، بعدما كان هذا العدد ضئيلاً للغاية السنة الماضية ولم يتجاوز بضع عشرات، ويعتقد أن الضعف استطاع الدخول إلى إسبانيا لأن دوريات الحرس المدني لم ترصد القوارب التي أتوا على متنها. وتنسب أوساط إسبانية هذا الارتفاع إلى الأوضاع في الريف وتخصيص الدولة المغربية قواتها لإنهاء الحراك الشعبي في هذه المنطقة بعد ثمانية أشهر من المظاهرات والاحتجاجات، ورغم هذا الارتفاع، إلا أن الرقم يبقى ضئيلا مقارنة مع العقد الماضي وكذلك مقارنة مع نسبة المغاربة الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا. وفيما يخص إيطاليا، فقد وصل منذ بداية السنة إلى شواطئ هذا البلد الأوروبي حتى 13 يوليوز الجاري أكثر من أربعة آلاف مغربي، وهم ضمن الجنسيات العشر الأوائل التي يصل أفرادها إلى إيطاليا. وأغلب باقي الجنسيات وخاصة التي تحتل المراكز الأولى هي تلك التي تعيش حروبا أهلية ونزاعات داخلية مثل نجيريا والصومال وإرتيريا وبنغلادش متفوقين على السوريين واليمنيين. لكن يبقى المثير في هذا الأمر هو نسبة المغاربة الذين يتقدمون بطلبات اللجوء السياسي لدى السلطات الإيطالية، وهي أرقام مرتفعة للغاية كما أنها مثيرة من حيث الأسباب التي تقف وراء طلب اللجوء. وطلب 1556 مغربيا السنة الماضية اللجوء السياسي، ومنذ بداية السنة الجارية حتى نهاية 30 يونيو الماضي طلب 880 مغربيا اللجوء السياسي، أي قرابة 22% من المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "القدس العربي" ومنها معلومات من موقع وزارة الداخلية الإيطالية، يبرر المغاربة طلب اللجوء بواحد من الأسباب التالية: طلب اللجوء السياسي لأسباب سياسية، أي معارضتهم للنظام المغربي مثل دفاعهم عن الجمهورية أو معارضتهم للحكومة وبعضهم يؤكد أنه ملاحق لأسباب سياسية دون توضيح هذه الأسباب بدقة. ويتجلى العامل الثاني في قول بعضهم أنهم اعتنقوا المسيحية ويتعرضون للمضايقات خلال ممارستهم الشعائر الدينية، وبدأت السلطات الإيطالية تجري امتحانا في العقيدة المسيحية لهؤلاء المغاربة لمعرفة هل بالضبط هم مسيحيون أم فقط يدعون ذلك من أجل الحصول على اللجوء أو بطاقة الإقامة. ويبقى العامل الثالث وهو ادعاء الكثير منهم أنهم جنسيا من المثليين ويتعرضون للاعتداءات في المغرب ويلجأون للغرب بحثا عن الحرية، ويستشهدون باعتداءات علنية تعرض لها مثليون وأحكام بالسجن صدرت في حقهم في المغرب. ويرى المهتمون أن نسبة عالية من الذين يطلبون اللجوء السياسي يفعلون ذلك كأسرع وسيلة للحصول على وثيقة تسمح لهم بالبقاء مؤقتا في هذا البلد وبعضهم للانتقال نحو هولندا وبلجيكا أو دول أخرى فيها أفراد عائلاتهم. وتعتبر إيطاليا هي الدولة الثانية التي تشهد أكبر نسبة من طلبات اللجوء السياسي يتقدم بها المغاربة بعدما كانت ألمانيا في الصدارة منذ ثلاث سنوات، واضطرت برلين إلى فتح مفاوضات مع المغرب لاستقبال مواطنيه الذين يتم رفض طلبات اللجوء التي يتقدمون بها.