يشكو كثير من الناس بحة الصوت التي تخرج أثناء الكلام إذ تضعهم في موقف محرج وتجعلهم في بعض الأحيان محط سخرية من الآخرين، إلا أن هذه المشكلة لها أسباب مرضية يمكن الابتعاد عنها. والبحة هي تغير في طبيعة صوت الشخص ومن الممكن أن تزيد بحيث ينقطع الصوت بشكل متكرر، ومن الممكن أن تحدث لأسباب شائعة إذ لا يوجد أحد لم يمر بهذه الحالة طوال حياته. وقال الدكتور محمد مجدي سمير أستاذ الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرأس والرقبة، ل"إرم نيوز": "البحة تحدث أحيانًا بسبب استخدام الصوت بشكل عنيف مثل الصراخ أو لأمراض عضوية بالحنجرة مثل اللحميات بالأحبال الصوتية إذ تحتاج للتدخل الجراحي لإزالة هذه اللحميات أو النتوءات ويعقبها علاج صوتي". وأضاف سمير: "في أحيان كثيرة قد يكون هناك أمراض عضوية ليس لها علاقة بسوء استخدام الصوت، أهمها الأورام السرطانية وبالذات في المدخنين ففي حالة وجود بحة صوتية مستمرة لمدة أسبوعين لا بد من معاملتها بشكل جدي للتأكد من عدم وجود هذه الأورام". وأردف: "بعض الحالات قد تتحول إلى أورام في حال إهمالها وعدم تشخيصها مبكرًا وعلاجها، إذ إن علاج الأورام السرطانية في الحنجرة يتوقف على مدى حجمها وانتشارها فإذا كانت محدودة وفي بدايتها فنكتفى بإزالة الورم وجزء من الأحبال الصوتية حولها دون تأثير شديد على صوت المريض". واستطرد: "أما في حالة استفحالها فقد نلجأ لاستئصال كامل للحنجرة وما يعقبه من فقدان وظيفة التنفس من خلال الأنف والفم، ليصبح التنفس من خلال فتحة جراحية بالرقبة ومشاكل إعادة تأهيل المريض ليتمكن من إصدار الصوت والكلام". وأوضح سمير أن هناك بعض الأسباب الأقل شيوعًا للإصابة ببحة الصوت مثل الالتهابات المزمنة للحنجرة وبالذات عند المدخنين، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك سبب لا يؤخذ بجدية يسبب بحة الصوت، وهو ارتجاع حامض المعدة إلى المريء والحلق؛ ما يسبب تهيجًا مستمرًا في أغشية الحنجرة. واختتم: "قد تحدث بحة الصوت في الأطفال منذ ولادتهم نتيجة وجود عيوب خلقية في الحنجرة أو نتيجة إصابات الحنجرة بشكل مباشر في الخارج أو من الداخل مثل: استنشاق غازات حارة أو مواد كاوية، وفي بعض الحالات تحدث نتيجة التهابات مزمنة مثل: الالتهابات الدرنية أو مرض سكليروما وهو أحد الأمراض المتوطنة وهو ميكروب معين يؤثر على الأنف والحنجرة ويسبب التهابات مزمنة تؤثر على الأنف والحنجرة".