كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن تقديم الأممالمتحدة عشرات الملايين من الدولارات، إلى مؤسسات وهيئات مقربة من النظام السوري في إطار برامجها الإغاثية في سوريا. وأشارت الصحيفة في عددها اليوم، إلى إصرار الأممالمتحدة على العمل مع النظام السوري من أجل الوصول للمدنيين المعرضين للأخطار في ظل الحرب المستمرة، موضحة (الغارديان) تقديم المنظمة الأممية عشرات الملايين من الدولارات لأشخاص مقربين من النظام السوري في إطار صفقات من أجل إيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين في البلاد. وبحسب "رينود ليندرز"، الخبير في الدراسات الحربية في "كينغز كوليج" بالعاصمة البريطانية لندن، فإن الأممالمتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقمية 1.1 مليار دولار عام 2015 إلى سوريا، مشدداً أن 900 مليون دولار من إجالمي تلك المساعدات ذهبت إلى مناطق مختلفة في البلاد بواسطة النظام السوري، وذلك وفق معطيات بحثٍ أجراه "ليندرز" وسينشر في وقت قريب. وبحسب البحث، فإن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قدمت 5 ملايين و134 ألف دولار لبنك الدم الوطني السوري التابع لوزارة دفاع النظام، منذ الأزمة السورية، وفق ما نقلته الغارديان. كما أشارت الصحيفة إلى شراء منظمة الأغذية والزراعة في المنظمة الأممية ذاتها، من مؤسستين اثنتين بذار وأعلاف حيوانية بقمية 13 مليون دولار، موضحة أن كلتا المؤسستين تابعتان لوزارة زراعة النظام، ومدرجتان على لائحة المؤسسات المفروضة عليها عقوبات اقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي. ولفتت الصحيفة إلى إنفاق مؤسسات الأممالمتحدة 9 ملايين و296 ألف دولار، على فندق "فور سيزونس" الذي تمتلك فيه وزارة سياحة النظام حصة بقمية 35%، في العاصمة السورية دمشق، مضيفة أن ثلث تلك الأموال ذهبت إلى مؤسسة (الوزارة) تتبع للعقوبات الغربية، في حين أن الأممالمتحدة تقول إن الفندق المذكور هو "المكان الوحيد الآمن" الذي يمكنها الحفاظ على أمن موظفيها فيه، وفق تعبيرها ومن بين المؤسسات والجمعيات المقربة من النظام السوري التي قدمت الأممالمتحدة دعمها السخي لها، جمعية الأمانة الخيرية التي ترأسها زوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، فقد قدمت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومعها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مساعدات بقيمة 8.5 مليون دولار للجمعية المذكورة، في الوقت الذي تدرج الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أسماء الأسد على لائحة العقوبات لديها. من جانبها قدمت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" مبلغ 267 ألفاً و933 دولار لصالح جميعة البستان التي يملكها أغنى رجل في سوريا، وهو ابن خالة رئيس النظام السوري، رامي مخلوف، المدرج كذلك على لائحة العقوبات الغربية. ويعرف مخلوف على أنه العصب المالي والاقتصادي للنظام السوري في البلاد، والمثال النموذجي لحالة الفساد في سوريا وفق الوثائق الدبلوماسية الأمريكية، وصاحب شبكة الاتصالات اللاسلكية "سيرياتل"، المدرجة كذلك على لائحة العقوبات، غير أن وكالات الأممالمتحدة تبرر استخدامها للشبكة المذكورة "لعدم سماح النظام استخدام هواتف تعمل بالأقمار الصناعية". ويرى "ليندرز" أنه على الأممالمتحدة إعادة النظر في استراتيجتيها حيال سوريا، معرباً عن قلقه إزاء قربها من النظام.