انتشر خلال اليومين الماضيين، فيديو لأحد المواطنين المغاربة على الطريق السيار بين أكادير ومراكش، وهو يتعرض للتوقيف من قبل أحد رجال الدرك وسط الطريق بالرغم من أن القانون يمنع ذلك صراحة، حيث احتج المواطن المذكور على تصرف عنصر الدرك، وهو التصرف الذي لاقى استحسانا من قبل عدد كبير من المغاربة، بالنظر إلى كونه يعكس مدى وعي بعض المغاربة بحقوقهم. "العمق المغربي" تمكنت من التعرف على هوية المواطن المغربي الذي هو حسن ورگة ابن مدينة أكادير، وأجرت معه دردشة كشف من خلالها للجريدة عن تفاصيل دقيقة مرتبطة بحياته وكيف جاءته فكرة تثبيت كاميرا على سيارته بهدف توثيق حادثة اعتراض الدرك الملكي لسيارات المواطنين على الطريق السيار، كما وجه رسالة إلى المغاربة يطلب 4 من خلالها الالتزام بالقانون ومعرفة الحقوق التي لهم أو عليهم. يقول حسن ورگة في حديثه لجريدة "العمق المغربي" إن فكرة تثبيت كاميرا على سيارته، جاءته من ولعة بتصوير الطبيعة أثناء السفر عبر الطريق، مشيرا أن الهدف من تسجيل الشريط ليس هو ضبط الدركي يقوم بخالفة القانون وإنما لأهداق شخصية محظة بدليل أن مدة الشريط تفوق نصف ساعة واستمر في التسجيل بعد الواقعة التي أثارت ضجة في المغرب. وأكد أن تاريخ تسجيل الشريط هو يوم 10 غشت الجاري وليس في فصل الشتاء أو الخريف كما كتبت بعض المنابر الإعلامية، مبرزا أن الهدف من الشريط ليس هو تحقيق الشهرة وإنما إحقاق الحق، وأن لا ينتظر شكرا ولا تثنية من أحد، وإذا كان من أحد يجب أن يُشكر فهو وزير العدل مصطفى الرميد الذي نبه المغاربة إلى هذا الأمر من داخل البرلمان. وأبرز أنه بفضل الرميد تعرف إلى هذا القانون وقام بمراجعة ذلك في المدونة، وأدرك فعلا أنه ليس من حق رجال الدرك توقيفه في الطريق السيار، مشيرا في الآن ذاته إلى أن دليل تسجيل الشريط يوم 10 غشت وليس فصل الشتاء، هو كون المذياع يذيع نشرة إخبارية عن تداعيات انقلاب تركيا، مبرزا أنه ليس لديه أي نية للإساءة إلى رجال الدرك أو غيرهم من أعوان الأمن، مضيفا أنه لا معنى من تسجيل الشريط في فصل الشتاء ونشره في فصل الصيف. وشدد على أن الدركي الذي كان من المفروض أن يحترم القانون يقوم بخرقه، وذلك عبر وضع سيارة المصلحة في حالة توقف على الطريق السيار رغم أن القانون يمنع الوقوف أو التوقيف في هذه الطريق إلا في حالة اضطرارية ولا يمكن أن تتعدى 20 دقيقية في أقصى الأحوال، مضيفا أن السيارة السوداء التي ظهرت في الشريط كان على مثنها بعض الشباب وجرى توقيفهم لنفس السبب رغم مخالفة ذلك للقانون، مشيرا أن ذلك يفتح الباب أمام الابتزاز أو تسجيل مخالفات مرورية مخالفة للقانون في حق سائقي السيارات على مستوى الطريق السيار. وأضاف ورگة الذي يشتغل في مجال التجارة ويهتم بالعمل الجمعوي في مدينة أكادير، أنه بالرغم من انتشار الفيديو على نطاق واسع، إلا أن صديقا أخبره أن عناصر أخرى من الدرك الملكي لا تزال تتواجد على مستوى الطريق بين أكادير ومراكش، مشيرا أن هذا المحور الطرقي هو الوحيد الذي يعرف تواجد عناصر الدرك على خلاف باقي المحاور الأخرى. وفي هذا السياق قال ورگة إنه تلقى اتصالا من طرف عناصر الدرك الملكي للالتحاق بمركز شيشاوة من أجل الاستماع إليه في الموضوع، مبرزا أنه علم من مصادره الخاصة أن عناصر الدرك فتحت في حقه مذكرة بحث وطنية على خلفية الموضوع وتنوي اعتقاله، مشيرا أنه لن يلتحق بالمركز المذكور ما لم يتسلم استدعاء بشكل رسمي، وأن مقر سكناه بأكادير معروف ولن يخضع للتخويف. يشار أن حسن ورگة يقطن بمدينة أكادير بحي السلام وسط المدينة، وهو ناشط جمعوي منذ الصغر وعضو مؤسس للمركز الشبابي المغرب لحقوق الإنسان بأكادير، وعضو المكتب الوطني لنقابة ضباط وبحارة الصيد في أعالي البحار، وعضو اللجنة التحضيرية للجمعية المغربية للمحافظة على البيئة البحرية والحفاظ على الثروة السمكية.