أنتَ إخواني إذن أنت قابل للاعتقال، أنتَ متعاطف مع الاخوان إذن أنتَ في خانة الإرهابيين، تلك هي المقاربة الأمنية التي انخرط فيها السيسي وبطانته، وهنا لا بد من وقفةِ تأمل لماذا كل هذا العداء للإخوان؟ ولماذا يستميت هؤلاء لرسم هذه الصورة القاتمة عن هذا التنظيم الاسلامي رغم اعتداله؟ إن التاريخ يسجل ولكننا نحن من ينسى و حتما سيأتي جيل جديد فَيكشف الستار عن هذا النسيان ويحاسب كل طاغية أو عميل فيرمي به في مزابل التاريخ ،الاخوان رغم كل ما يقال عن تنظيمهم قبل المراجعة، حصدوا المقاعد عن طريق الشرعية فلما بلغوا الرئاسة كفرتم بالديموقراطية وتواطأتم مع الانقلابيين و أخرس ملوك النفط العالم كله بعطاياهم السخية إلا السلطان العظيم أردوغان لم يصمت لأنه ليس من طينتهم ولا يمكن أن يزج بالشرفاء في الزنزانات التي ملئت بشيب و شباب ذكرانا واناثا ذنبهم الوحيد أن ضمائرهم تعاف الظلم وصوتهم لا تسكته لعلعة الرصاص وقضيتهم لا تقبرها جدران السجون. لِنَفرض جدلا أن الاخوان أخطأوا في معالجتهم للأوضاع المزرية في مصر ،فهل أخطأ ت الديموقراطية حينما اختارت الاخوان ؟ و كيف لأحزاب تدعي زورا و بهتانا أنها اسلامية تساند الباطل؟ ،فالحق حق وإن لم تكونوا مع الحق فلا تكونوا ضده ،وكيف لأبواقٍ اعلامية صالت و جالت و انتقدتْ كيفما شاءت في عهدة الاخوان و لكن العنكبوت ضربتْ على أفواهها بعد الا نقلاب و أصبحت كالطواحين المعطلة تسمع لها جعجعة ولا ترى طحينا . نقول لهؤلاء و أمثالهم ممن يرفعون راية الدجل و النفاق إن الديموقراطية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة فَإن أتتْ بالا خوان إلى الحكم فعليكم الامتثال لِحكمها واتباع ما تشتهيه رياحها ولا فرق أنذاك بين اشتراكي أو علماني أو إخواني أو حتى شيوعي أو شيئا من هذه المسميات التي أرهقها الناس استعمالا لأن الصندوق هو الحكم في اللعبة، وأذكركم أن سم الأفعى لا يقتلها لكنَّ الناس يقتلونها لسمها ،أخاطبكم أنتم الذين جعلتم قبلتكم إلى البيت الابيض و تل أبيب و عَبدْتُمْ فتاة لا دين لها ولن يكون طعامكم إلاَّ أين يحُطُّ الذباب.