شنت الصحافة الجزائرية حملة شرسة ضد المغرب، بعد اتهامه للسلطات الجزائرية بالسماح لأربعة وخمسين سوريا بدخول أراضيه "بشكل غير شرعي" لإثارة توترات على الحدود المشتركة بينهما، وكذا استدعائه لسفير بلدها. واعتبرت صحيفة الشروق الجزائرية، أن "الرباط أعادت "التوتر" إلى العلاقات الثنائية مع الجزائر، بعد الاتهامات المجانية التي أطلقتها في حقها، وبعدها استدعاء السفير الجزائري، وعاب الموقف الجزائري على السياسة المنتهجة من المملكة الغربية، عبر الدعاية الإعلامية المغرضة، الهادفة إلى تشويه سمعة الجزائر ومسؤوليها". ونقلت صحيفة الشروق عن رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، قولها إن "ما يقوم به المغرب أبشع استغلال لكرامة الإنسان"، معتبرة أن "اللاجئين السوريين يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها الجزائريون، فحق التمدرس مكفول لهم بناء على شهادة الولي فقط، كما أن التعليم مجاني، مع توفير الأدوات المدرسية لهم... الجزائر عملت على توفير كافة الشروط لأخواننا السوريين" حسب قولها. وتابعت صحيفة الشروق هجومها على المغرب، زاعمة أنه " لطالما وظف المخزن هكذا مزاعم في حق الجزائر، للتغطية على المشاكل الداخلية التي تعرفها، عبر مخطط مدروس، وهو ما تجلى في وثيقة نشرت من قبل في كيفية التعامل مع ملف اللاجئين لضرب الجزائر"، مضيفة أن "تللك الوثيقة الصادرة بتاريخ 20 فبراير 2014،من طرف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تضم حسب قولها، ملتمس للتنسيق بين الأجهزة الأمنية من أجل ترحيل المجموعات على التراب الوطني نحو الحدود المغربية الجزائرية مع تشديد المراقبة الحدودية ومنع دخول أي مواطن سوري تراب المملكة". يذكر أن المغرب والجزائر قاما باستدعاء سفير كل منهما لدى الدولة الأخرى، وتبادلا الاتهامات أمس الأحد، وذلك بعد أن اتهم المغرب السلطات الجزائرية بالسماح لأربعة وخمسين سوريا بدخول أراضيه "بشكل غير شرعي" لإثارة توترات على الحدود المشتركة بينهما. وأكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أنه تم إطلاع سفير الجزائربالرباط على شهادات وصور تثبت بما لايدع مجالا للشك أن هؤلاء الأشخاص عبروا التراب الجزائري قبل محاولة الدخول للمغرب. وأشار المصدر نفسه أنه نظرا للظروف المناخية الحالية وطول المسافة، لم يكن بإمكان هؤلاء الأشخاص التنقل عبر التراب الجزائري دون أن تكون السلطات على علم بذلك أو تعترض سبيلهم. وأضاف البلاغ أنه يجب على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية إزاء هذه الوضعية، مبرزا أن هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء السوريين لا يجب أن تشكل عنصرا للضغط أو الابتزاز في إطار الأجندة الثنائية. وخلص البلاغ إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ستعقد اجتماعات مع السفارات والمنظمات الدولية المعتمدة بالمغرب، من أجل تحسيسها بهذه الوضعية وشرح سياقها الخاص. وردا على ذلك، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، أمس الأحد، السفير المغربي لإبلاغه "الرفض المطلق" لاتهامات بترحيل 55 سوريا باتجاه حدود المملكة، بحسب ما جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية. وجاء في البيان، "تبعا لاتهامات السلطات المغربية تحمل فيها الجزائر مسؤولية محاولة مزعومة للاجئين سوريين لدخول الأراضي المغربية بطريقة غير قانونية انطلاقا من التراب الجزائري، تم استقبال سفير المملكة المغربية بوزارة الخارجية للتعبير له عن الرفض المطلق لهذه الادعاءات الكاذبة". وتابع البيان ذاته، أنه "تم التوضيح له أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة".