لا زالت أجواء الصدمة والحزن تخيم على أقارب وأصدقاء أستاذ الرياضيات بسلا، سعيد خاتمي، الذي توفي رفقة 3 من بناته في حريق مهول شب بمنزله بحي شماعو، بينما أصيبت زوجته وابنته الرابعة بجروح متفاوتة. الفاجعة التي هزت تجزئة "اليسرى والزرقاء" بحي شماعو بسلا، انطلقت قصتها حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح أمس الخميس، حين شب حريق بمنزل الأستاذ الذي يُدرس بالثانوية الإعدادية ابن عباد بسلا، رجحت السلطات المحلية بالمدينة أن يكون قد نجم عن شاحن كهربائي، لتلتهم النيران معظم أرجاء البيت. المفتش التربوي حسن لمعنقش، وهو صديق الأستاذ الراحل، أوضح في شهادته أنه بمجرد وقوع الحريق، حاول الأب مسارعة الزمن لإنقاذ أفراد أسرته، فاستطاع إخراج زوجته من البيت، وعاد مجددا إلى المنزل للبحث عن بناته الأربعة المحاصرات وسط النيران، حيث استطاع إنقاذ ابنته الصغرى ذات الثلاث سنوات. وأضاف لمعنقش أن الأب كان بإمكانه أن يبقى خارج المنزل فينجو بنفسه بعدما أنقذ زوجته وابنته الصغيرة، لكن عطف الأبوة جعله يأبى أن يترك بناته الثلاث الأخريات وسط اللهب الذي اشتد في أركان البيت، ليقي بنفسه وسط النيران بحثا عنهن، إلا أن عودته الأخيرة لمنزله كانت آخر لحظات حياته، ليفارق الحياة متأثرا بحروق بليغة، فيما توفيت بناته الثلاث اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 و14 سنة، خنقا داخل المنزل. يوسف أسرموح أستاذ بالثانوي الإعدادي بسلا، قال بدوره في شهادة له إن الأستاذ الراحل كان يتميز بالاحترام والتقدير والصدق والمعاملة الحسنة، معبرا عن صدمته من نبأ وفاته رفقة بناته الثلاث. وشيع أقارب وأصدقاء الضحايا جثمانهم بسلا، أمس الخميس، في جنازة مهيبة غلب عليها الحزن والصدمة.
وكانت السلطات المحلية بسلا، قد أوضحت أمس الخميس، أن الحريق الذي يرجح أن يكون قد نجم عن شاحن كهربائي، اندلع حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحا، بأحد المنازل بحي اشماعو بالمدينة، وتسبب في مصرع الأب متأثرا بحروق بليغة، وثلاث طفلات تتراوح أعمارهن بين 11 و 14 سنة، قضين اختناقا، فيما تم نقل الأم وطفلة أخرى إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وأضاف المصدر ذاته أنه تم نقل جثامين الضحايا إلى مستودع الأموات بالمدينة، كما تم فتح تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.