لمح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إلى قرب مغادرته الأمانة العامة، مخاطبا قادة حزبه خلال لجنة اقتراح وزراء البيجيدي في الحكومة، صباح اليوم السبت بالقول: "أنا لن أكمل معكم اللقاء وسأذهب ولا يجب أن تلتفتوا لذهابي، أنا لازلت معكم ومساندا للعثماني وسأبقى أمينا عاما حتى المؤتمر وسأقوم بعملي"، معتبرا ذلك بأنه "تحضير لفراق لابد منه" وفق تعبيره. وقال بنكيران في كلمة مليئة بالنصائح والتوجيهات لقادة الحزب: "إذا رأيتموني ذهبت فاعلوا أن عندي أسبابا ويجب أن تفهموني، سأذهب لأنني أريد أن أفسح المجال للعثماني لممارسة صلاحيته كاملة رغم أنني رئيس الحزب، وجلوسي معكم هنا فيه مشكلة رغم عدم تحدثي". وتابع قوله في نفس السباق: "هذا تحضير لفراق لا بد منه، كان هنا شخص مثلي عزيز عليكم ولكن جاء فراقه فجأة" في إشارة إلى الراحل عبد الله بها، مردفا بالقول: "يجب أن نسلوا سلو الإيمان وليس سلو البهائم التي تسمح في أبنائها في يوم من الأيام". زعيم حزب المصباح واصل تفسيره لكلامه قائلا: "إذا كانت شي حاجة نفسية لا يمكنني تحملها فلا يجب أن تحرجوني، لأنكم ماقايمينش على بنكيران، بزاف على باباه بنكيران تكونوا قايمين عليه، نتوما قايمين على مبادئ الحزب، وأنا معكم إلى النهاية، لكن نتوما خصكوم تكونوا رجال، تكونوا رجال ونساء العدالة والتنمية". واعتبر أن المغاربة يعتقدون اليوم أن هناك فئة تريد الإصلاح في إطار المؤسسات، مضيفا أن "الشعب واثق في هذه الفئة وأعطاها المرتبة الأولى، فهذا الخير لا يُجهض، وأدعوكم دائما لممارسة عملكم وعدم الالتفات"، لافتا إلى أن "من أعظم نتائج مساهمتنا في الإصلاح أن كثير من الفاعلين السياسيين يريدون أن ينحوا منحنا، وهذا هو المقصود بأن يشارك في الإصلاح المغاربة كلهم وليس وحدنا". ودعا رئيس الحكومة السابق، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حاليا، قادة حزبه إلى "البقاء على كلمة واحدة وأن تنتظموا على مبادئكم وأخلاقكم وتقواكم وورعكم وخوفكم من الله وقوانينكم وقصدكم"، مشيرا إلى أن "المرحلة الحالية صعبة ونطلب من الله أن نتفوق فيها، وإذا قدر الله وأخطأنا وبقينا موحدين فلا مشكل، والله كريم عاملنا بكرمه وسنتفوق بإذن الله، نحن جئنا لهذا العمل من أجل الله وللنجاة عند الله". وتابع قوله ناصحا أعضاء حزب المصباح: "إذا استمريتم هكذا ستفرح أمتكم مهما وقع، فالمستقبل بيد الله ونحن لا نخاف، وإذا قدر الله أن نعيش شيئا فنحن مستعدون، ولسنا أفضل من باقي الناس في العالم الذين أدوا ثمنا لأفكارهم، ولكن لا نبحث عن الابتلاء ولا نتصرف تصرف الحمقى والمجانين، ونحن نضع مصلحة البلد هي الأولى، ولو لم نفعل ذلك لما وقفنا موقف 2011 والذي كان سببا في كل هذا الخير، ولا زلنا على العهد". كما حذر من أن يكون هدف قادة حزبه هو المناصب والوزارات، قائلا في هذا الصدد: "إذا كنت جئتم من أجل أن تكونوا وزراء فأنا بريء منكم"، مضيفا :"إذا كنتم جئتم من أجل الامتيازات الموجودة في الوزارات والبرلمان والسفارات، فالله يزيد لكم فالخير، ولكن ماشي على هاذ الشي جينا، بل جئنا من أجل الإصلاح". بنكيران أشار إلى أن المغرب "دولة محسودة قياسا بالآخرين، ولكن نريد أن تكون دولتنا أكثر عدلا وكرامة للمواطنين، لذلك ساهمنا في استقرار البلد ورفاهيتها، وبلادنا ماعمرها فالتاريخ ماكانت عندها الفلوس لي عندها دابا، أكثر من 250 مليار درهم في بنك المغرب من العملة الصعبة، وهذا لم يسبق أن وقع في تاريخ المغرب، وهذا الأمر يجب أن يستمر"، حسب قوله.