أعلن، اليوم الجمعة، القيادي والأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية مولاي إسماعيل العلوي عن إطلاق مؤسسة "علي يعتة"، حيث احتضن المقر المركزي لحزب ال PPS أشغال الجمع العام التأسيسي للمؤسسة، وذلك بحضور رئيس الحكومة بنكيران ورئيس الحكومة المكلف العثماني ورئيس مجلس المستشارين بنشماش، وعبد الواحد الراضي ونبيلة منيب ومستشار الملك عبد اللطيف المنوني وشخصيات وازنة بحزب الكتاب وباقي الأحزاب السياسية المختلفة. وفي هذا السياق، قال العلوي في تصريح لجريدة "العمق" على هامش الحفل المنظم بهذه المناسبة، إن الهدف من إحداث هذه المؤسسة هو "دعم المقترب العقلاني في تدبير شؤون الحقل السياسي الوطني"، مشيرا أن المؤسسة "تتوخى توظيف مقاربة التبصير الصارم، والانفتاح الحضاري في كنف الهوية التقدمية التي واكبت مجمل حياة ذلك المناضل الشهم". وأضاف أن المؤسسة كانت حلما منذ عشرين عاما، وهي "هيئة ينشئها رفاق دربه وأصدقاؤه وأعضاء أسرته الذين يتوخون عبر ذلك، التعبير عن وفائهم لمدرسته في التفكير والفعل، والاستهداف بها، وهي هيئة في شكل منظمة غير حكومية مستقلة، لكنها ستكون، في الآن ذاته منخرطة في مسار روح وطنية ديمقراطية، لا مساومة فيها، منفتحة انفتاحا تقدميا على العالم". وأبرز أن المؤسسة ستكون "فضاء للتحليل والنقاش، بما يؤهلها لكي تصير وعاء يتواجد في رحابه المواطنات والمواطنين الذين يهمهم مستقبل الديمقراطية والحرية والكرامة والحداثة في المغرب وعبر العالم"، مشيرا أن المؤسسة ستعمل، بالخصوص، من أجل تحقيق عدة أهداف من بينها: "تعميق التفكير في شأن كل إشكالات تطور البلاد والبشرية ككل". رسالة ملكية لمؤسسي مؤسسة "علي يعتة" وتميزت جلسة الجمع العام التأسيسي لمؤسسة "علي يعتة" بقراءة رسالة ملكية تلاها المستشار عبد اللطيف المنوني، حيث أكد محمد السادس من خلال رسالته أنه يشمل هذه برعايته "تقدير للوطني الغيور، والمناضل الملتزم، الذي تحمل اسمه"، مضيفا أن "المرحوم علي يعته كان شخصية متميزة محبوبة ومقبولة من الجميع، فكان يحظى بمكة خاصة لدى والدنا المنعم جلالة الملك الحسن، وباحترام المغاربة، خاصة الذين عرفوه أو عاصروه". وأوضح الملك أنه يكن شخصيا كل التقدير للراحل، وذلك "اعتبار للوطنية الصادقة التي كان يتحلى بها، ولرصيده النضالي من أجل الحرية والاستقلال، وإسهامه الإيجابي في بناء المغرب الحديث"، معتبرا أن "علي يعته هو من القادة السياسيين المغاربة الرواد، المشهود لهم بالمصداقية والعطاء الوطني البناء والوفير، في المجالين السياسي والحزبي". وأشار أنه، "بالإضافة إلى انخراطه المبكر، في الحركة الوطنية، فقد كان، رحمه الله، من رموز العمل الوطني والحزبي الرصين"، مشددا على أنه "ينبغي التذكير بما كان يتميز به من التزام جاد ومسؤول بالقضايا الوطنية التي جعلها في صلب فكره ونضاله، وبوأها الأولوية، على الرغم من المرجعية الفكرية لحزبه، ذات الأبعاد الدولية"، مبرزا أنه "من تجليات هذا التوجه الثابت، انخراطه الفاعل في الدفاع القوي عن الوحدة الوطنية وعدالة قضيتنا لبلادنا، وتجنده المبكر في المحافل الدولية، لإبراز شرعيه وعدالة قضيتنا الوطنية". أما في ما يتعلق بإسهامه في العمل الحزبي، يقول الملك، "فقد كان حاملا لمقاربة متميزة للالتزام السياسي، قوامها المساهمة البناءة في العمل السياسي الهادف، وجعل المصلحة الوطنية العليا تعلو فوق أي اعتبار، بعيدا عن المزايدات العقيمة"، "وبذلك تمكن من ترك بصمات عميقة ودالة في مسار حزبه، وتطوره، منذ نواته الأولى إلى تأسيس حزب التقدم والاشتراكية الذي كان أول أمين عام له"، يضيف محمد السادس. الملك أبرز أن علي يعتة "كرس طاقته وجهوده لإعطاء هذا الحزب، المكانة التي يستحقها في المشهد السياسي الوطني وتعزيز دوره، بمعية الأحزاب الوطنية، في ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وانخراطه طاقته بأوراش التنمية والتحديث ببلادنا"، مشيرا أنه "ساهم بانفتاحه، وبرصيده الفكري الفكري وبالقيم السامية التي كان يؤمن بها، في بناء يسار مغربي متسم بالنضج السياسي وبروح المسؤولية العالية، بعيدا عن كل ما كان يطبع التيارات اليسارية المتطرفة، التي ظهرت في بعض مناطق العالم، في في النصف الثاني من القرن الماضي". ونوه الملك محمد السادس ضمن رسالته، بإسهام علي يعتة "الكبير، في إغناء الحقل الإعلامي الوطني، وجهوده من أجل انبثاق إعلام حر ومسؤول"، داعيا الواقفين وراء إحداث المؤسسة إلى "استلهام القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها، وجعل هذه المؤسسة المؤسسة منارة للوطنية الصادقة، وملتقى للفكر الرصين والحوار البناء، وفضاء للمساهمة الإيجابية في مختلف القضايا الوطنية".