شاركت نخب عربية في هاشتاغ "القرضاوي إماما"، وهي حملة أطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنا مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في وجه الحملة التي شنّها عليه وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد وقادة إماراتيون آخرون. واعتبر دعاة ومفكرون أن "محاولة إسقاط أحد رموز الأمة الإسلامية في الوقت المعاصر، من قبل قادة حكومة دأبوا على محاربة التيارات الإسلامية مقابل دعمهم تيارات علمانية وغيرها، أمر مرفوض". وأرجع ناشطون سبب سخط المسؤولين الإماراتيين على القرضاوي إلى "عدم مجاملته إياهم في مواقفهم الداعمة للثورات المضادة في الوطن العربي". وعبّر ناشطون عن غضبهم تجاه "هجمة شنّها سياسيون صغار تجاه عالم مضى من عمره أكثر من تسعين عاما، قضى جلها ما بين سجن ودعوة"، وفق قولهم. الشيخ القرضاوي، بدوره، ردّ على المشاركين في الهاشتاغ بأبيات شعرية نظمها، قال فيها: ومشيتُ في ركب الهداة وإن أكن.. أبطأتُ في طلب الكمال وأسرعوا حسبي أحبهم وأقفوا خطوهم.. ولكم أرى حب الأكابر يشفع. الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، قال: "تاريخ ممتد في خدمة الدعوة الإسلامية منذ 70 سنة، قامة علمية ودعوية وفقهية لا يستطيع أحد إنكارها". وتابع: "العلامة القرضاوي كان يتكلم عن الوسطية في عصر كان بعض الناس يعدّونها بدعة وضلالة! وهو يمثِّل ويؤصِّل معالم الوسطية الصحيحة". الداعية السعودي علي العمري، مدير قناة "فور شباب"، قال: "لو كان من المذهب الشيعي، أو من ملل بلاد الغرب لعرفوا قيمته ودوره، ونشروا فكره ومنهجه. فيا ليت قومي يعلمون". وأضاف: "قد تخالفه في بعض آرائه، وقد فعلتُ، ولكنك توقن أنه اجتهد فيما وصل إليه. وكم سمعته يطلب المراجعة لبعض الآراء، ولو مضت سنوات". السياسي المصري، عمرو عبد الهادي، قال: "حد يقول لعبد بن زايد إن إيران هي اللي واخده 3 جزر من الإمارات، مش الشيخ القرضاوي". مستشار وزير الأوقاف المصري السابق، محمد الصغير، قال عن القرضاوي: "حصل على حكمين بالإعدام من طاغوتي مصر والشام، وهو في عمر ال90! إن مراغمة الطواغيت لا يحسنها إلا الكبار، ويعوي منها الصغار". فيما قال الناشط سامح الخطاري: "أكثر المنتقدين للقرضاوي لم يقرأوا له، ولم يسمعوا منه، بل اجتزأوا كلامه؛ تصيدا للأخطاء، منحازين إلى أهوائهم وجماعاتهم". رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، قال: "سيبقى الكبار كبارا، مهما تطاول عليهم من تطاول". الكاتب السعودي عبد الله الملحم نشر مقطع فيديو للعلامة الموريتاني، محمد الحسن ولد الددو، يثني فيه على الشيخ القرضاوي، وعلق عليه قائلا: "العلامة الشيخ محمد الددو الشنقيطي متحدثا عن العلامة الشيخ يوسف القرضاوي إماما وفقيها مجتهدا مع قلة المجتهدين". الكاتب السعودي فهد العوهلي، قال: "كونك تكره موقفه من انقلاب السيسي، ومن المجرم بشار، لا يبرر لك التزييف بأن تنكر أن القرضاوي إمام.. هو إمام، وإن كره الصغار". النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي، قال: "عندما يكون العالمُ عاملا، وداعية ومجاهدا.. يكون القرضاوي إماما". الباحث الفلسطيني سعيد الحاج، غرّد قائلا: "له 150 كتابا، وينكرون علمه، وله عن فلسطين مواقف وفتاوى وكتب ومؤسسات، وثمة من يقول: ماذا قدم؟ صدق من قال: الكفر عناد.!!". اقرأ أيضا: هجوم عبد الله بن زايد على الشيخ القرضاوي.. لماذا الآن؟ يشار إلى أن الجدل مؤخرا حول العمليات الانتحارية بدأ حينما نشر وزير الخارجية الإماراتي تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها: "هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها". الشيخ يوسف القرضاوي بدوره، رد على التغريدة، قائلا: "ردا على عبد الله بن زايد بأني أشجع العمليات الانتحارية، خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها". كما شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وقائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، في الهجوم على الشيخ القرضاوي. وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد، دخل في الجدل أيضا، مهاجما الشيخ القرضاوي، ومتهما إياه بالتحريض على العنف.